[٤٤] (تَحِيَّتُهُمْ) أي تحية المؤمنين (يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ) يلاقون جزاءه في القبر أو القيامة (سَلامٌ) يسلّم بعضهم على بعض (وَأَعَدَّ) هيأ الله (لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) مع تكريم لهم عند إعطاء الأجر.
[٤٥] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) على الأمة (وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً).
[٤٦] (وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ) بأمره (وَسِراجاً) مصباحا (مُنِيراً) يفيض النور.
[٤٧] (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً) زيادة على ما يستحقون (كَبِيراً).
[٤٨] (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ) لا تهتم بما يؤذونك (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) فإنه يكفيك أذاهم (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) موكولا إليه الأمر في الأحوال كلها.
[٤٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) تجامعوا معهن (فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ) أيّام تتربص المرأة فيها (تَعْتَدُّونَها) تستوفون عددها (فَمَتِّعُوهُنَ) أعطوهن متعة وهي ما تطيب خاطرها (وَسَرِّحُوهُنَ) خلوا سبيلهن إذ لا عدة عليهن (سَراحاً جَمِيلاً) من غير إضرار.
[٥٠] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ) مهورهن (وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) من الإماء (مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ) مما أعطاك الله غنيمة (وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ) بأن جئن من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام (وَ) أحللنا لك (امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ) هبة بدون صداق (إِنْ أَرادَ) رغب (النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها) ينكحها (خالِصَةً لَكَ) أي إن حلية المرأة بلفظ الهبة ، خاصة برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يحل لغيره النكاح بهذا اللفظ (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ) من الأحكام المرتبطة بالعقد وغيره ، فليست تلك الأحكام اعتباطية صادرة عن جهل (وَ) في (ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) من الأحكام المرتبطة بالإماء (لِكَيْلا) متعلق ب (خالصة) (يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ) ضيق في باب النكاح ، وما بين العلة والمعلول جملة معترضة لبيان أن المصلحة اقتضت مخالفة حكمه لحكمهم في ذلك ، والسرّ في بعض التوسعات والتضييقات على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن من على عاتقه المهام الكبرى يجب أن يسهّل له في بعض الأمور حتى لا يمنعه الضيق عن مهامه ، كما يضيق عليه في بعض الأمور المرتبطة بتلك المهام حتى يتناسب مع تلك المهام (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) بالتوسعة على عباده.