[٥٥] (لا جُناحَ) لا ضيق في عدم الحجاب (عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَ) أي المؤمنات ، أو المراد كل النساء (وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ) من الإماء ، أو مطلقا على قول (وَاتَّقِينَ اللهَ) فيما كلفكن فلا تخالفن أوامره (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) حاضرا فيجازيكم عليه.
[٥٦] (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ) يعطفون بالثناء والرحمة (عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ) قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَسَلِّمُوا) لأوامره (تَسْلِيماً).
[٥٧] (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ) بمخالفة أوامره (وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ) أبعدهم عن رحمته (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) يذلهم ويهينهم.
[٥٨] (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) بدون جرم استحقوا بذلك الأذية (فَقَدِ احْتَمَلُوا) حملوا (بُهْتاناً) لأنه كالكذب ، هذا إيذاء بدون سبب وذلك كلام بدون مطابقة للواقع (وَإِثْماً) عصيانا (مُبِيناً) ظاهرا.
[٥٩] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَ) يرخين على وجوههن وأجسامهن (مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) (١) بعض ملاحفهن الفاضل من التلفع (٢) (ذلِكَ) الإدناء (أَدْنى) أقرب إلى (أَنْ يُعْرَفْنَ) إنهن حرائر (فَلا يُؤْذَيْنَ) لا يؤذيهن أهل الريبة الذين يتعرضون للإماء ، فقد كانت الإماء تخرج بادية الوجه فيتعرض لهن الأجلاف فأمرن المؤمنات بالسرّ حفظا لهن عن تعرضهم (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) لما سلف (رَحِيماً) بعبده فيأمرهم بما فيه مصالحهم.
[٦٠] (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ضعف إيمان وريبة (وَالْمُرْجِفُونَ) الذين يوجبون اضطراب قلوب المؤمنين ، لئن لم ينتهوا عن الإرجاف ونشر الأخبار الكاذبة (فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) أي أمرناك بقتلهم وإجلائهم عن البلد (ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ) لا يساكنونك (فِيها) في المدينة (إِلَّا) زمانا (قَلِيلاً).
[٦١] (مَلْعُونِينَ) مطرودين (أَيْنَما ثُقِفُوا) وجدوا (أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) أبلغ القتل.
[٦٢] (سُنَّةَ اللهِ) سنّ الله لعنهم وقتلهم سنّة (فِي الَّذِينَ خَلَوْا) مضوا (مِنْ قَبْلُ) قبلك من الذين كانوا يؤذون الأنبياء والمؤمنين (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) تغييرا بل أمره في الآتي كأمره في الماضي.
__________________
(١) الجلباب : ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء ، تلويه المرأة على رأسها ويبقى منه ما ترسله على صدرها.
(٢) التلفع : التغطية.