[٤] (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) فاصبر كما صبروا (وَإِلَى اللهِ) إلى جزائه (تُرْجَعُ الْأُمُورُ) فيجازي المكذب بالعقاب والصابر بالثواب.
[٥] (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالجزاء (حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) بأباطيلها حتى تصرفكم عن الآخرة (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) الشيطان الذي هو كثير الخداع ، بأن يجرّئكم على معصية الله وعدا لكم بأنه لا جزاء.
[٦] (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) عاملوا معه معاملة الأعداء في عدم سماع كلامه (إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ) اتباعه (لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) النار الملتهبة.
[٧] (الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) غفران لذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) عظيم في الآخرة.
[٨] (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) زينت نفوسهم إليهم أعمالهم السيئة (فَرَآهُ) ظنه (حَسَناً) كمن ليس كذلك ، والاستفهام لإنكار التسوية (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) يتركه حتى يضل إذا أعرض عن الحق (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ) فلا تهلك يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم نفسك (عَلَيْهِمْ) على الكفار (حَسَراتٍ) للحسرات على غيهم (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ) فيجازيهم على سيئاتهم.
[٩] (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ) تهيج الرياح (سَحاباً فَسُقْناهُ) أرسلنا ذلك السحاب (إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) لا زرع فيه (فَأَحْيَيْنا بِهِ) بالمطر (الْأَرْضَ) بالزرع (بَعْدَ مَوْتِها) باليبس (كَذلِكَ) كإحياء الأرض بعد موتها (النُّشُورُ) والبعث.
[١٠] (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) فليطلبها من عنده تعالى بالإيمان والطاعة (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ) جمع كلمة (الطَّيِّبُ) الحسن (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) الله إلى ذاته المقدسة ـ بمعنى قبوله له ـ وهذان هما موجبا العزة (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ) المنكرات (السَّيِّئاتِ) لأجل إطفاء الدين وإذلال المسلمين (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) في الآخرة (وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ) يبطل ولا ينفذ.
[١١] (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) فإن التراب يتحول نباتا ثم طعاما ثم دما (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) التي هي المني (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) ذكرا وأنثى (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) فإنه عالم بكل شيء (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ) ما يمد في عمر من يصير إلى كبر (وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) لمن لا يمتد عمره إلى المقدار المعتاد (إِلَّا فِي كِتابٍ) اللوح المحفوظ (إِنَّ ذلِكَ) الزيادة والنقصان (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) سهل.