[٢٦٠] (وَإِذْ) أي واذكر يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم زمان (قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) جمع ميت (قالَ) الله (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ) استفهام تقرير ، حتى لا يقول من سمع : إن إبراهيم كان شاكا ، والمراد أو لم تؤمن بالبعث وإحياء الموتى (قالَ) إبراهيم (بَلى) إني مؤمن (وَلكِنْ) أريد النظر (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) رؤية ، كما انه مطمئن علما ، ففرق بين من يسمع باسم النار ، ولم يعلم حقيقتها ، ومن يرى الدخان ، ومن يرى النار من بعيد ، ومن يحس بحرارتها ، ومن يراها ويحس بحرارتها ، ومن يسمع صوت زبانيتها ، ومن يقع فيها (قالَ) الله (فَخُذْ أَرْبَعَةً) بقصد اختلاط بعضها ببعض حتى يكون أدل على القدرة ، وإلا كان يكفي الواحد (مِنَ الطَّيْرِ) لعله لان إعادة الجسم والريش أدل على القدرة من إعادة الجسم فقط (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) اضممهن إليك لتتأملها جيدا فلا يشتبه عليك بعد الإحياء فإن يقين الإنسان بما لمسه وضمه أقوى من يقينه بما رآه (ثُمَ) اذبحهن واخلط بعضهن ببعض و (اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ) من الجبال التي كانت في الصحراء (مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَ) أي ادع تلك الطيور بأساميها (يَأْتِينَكَ سَعْياً) أي مسرعين (وَاعْلَمْ) (أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
[٢٦١] (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ) كحبة الحنطة (أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ) العيدان التي عليها الحب (فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ) على السبعمائة (لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ) فيقدر أن يعطي جزاء الإنفاق سبعمائة ضعف وأكثر (عَلِيمٌ).
[٢٦٢] (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ) لا يعقبون (ما أَنْفَقُوا مَنًّا) أي منة على الآخذ (وَلا أَذىً) له (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) خوفا وحزنا كخوف وحزن الكفار والعصاة.
[٢٦٣] (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ) رد جميل لطالب الصدقة (وَمَغْفِرَةٌ) ستر على السائل بعدم فضحه (خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِيٌ) عن صدقاتكم (حَلِيمٌ) لا يعاجل بالعقوبة لمن عصاه.
[٢٦٤] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا) ثواب (صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ) لأجل الرياء فإن المرائي والذي يمن في صدقته تبطل صدقاتهما (وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ) أي مثل المرائي والذي يمن في صدقته (كَمَثَلِ صَفْوانٍ) حجر أملس (عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ) مطر عظيم (فَتَرَكَهُ صَلْداً) نقيا من التراب (لا يَقْدِرُونَ) المراؤون والمنانون (عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) من الخيرات (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) فيه إشارة إلى أن المراءاة والمن والأذى من صفات الكفار ، وأصل المثل أن زارعا هيأ ترابا فوق صخرة ليزرع فيه فأصابه المطر فأذهب بالتراب وأفسد زرعه.