[٤] (ذلِكَ) الذي فعلنا بهم بسبب أنهم (شَاقُّوا) خالفوا (اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) فيعاقبه.
[٥] (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) نخلة من نخيلهم (أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها) بأن لم تقطعوها (فَبِإِذْنِ اللهِ) بأمره ، حيث أمكنكم منهم تفعلون ما تشاءون (وَلِيُخْزِيَ) ليذل (الْفاسِقِينَ) أي اليهود حيث يرون أن المسلمين يتصرفون في بلادهم وأموالهم.
[٦] (وَما أَفاءَ اللهُ) أرجع الله ، فإن الأرض لله وللرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أما الكفار فإنهم يتصرفون فيها غصبا فإذا أخذها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إرجاعا من الله إليه (عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) من بني النضير (فَما أَوْجَفْتُمْ) من الإيجاف وهو سرعة السير ، أي لم تفتحوها أنتم بالسير إليهم أيها المسلمون (عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ) من جهة ركوب الخيل (وَلا رِكابٍ) أي ركوب الإبل ، فهي إذا ليست لكم (وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ) من الكفار بقذف الرعب في قلوبهم (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
[٧] (ما أَفاءَ اللهُ) بيان للجملة السابقة ، وهذا هو المسمى في اصطلاح الفقهاء : بالفيء (عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) الكافرة بأن أخذها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بدون حرب ولا مشاركة المسلمين (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) أقرباء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي الإمام عليهالسلام (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) من بني هاشم في هذه الطوائف الثلاث ، وإنما يقسم الفيء هكذا (كَيْ لا) لئلا (يَكُونَ) الفيء (دُولَةً) هي ما يتداوله القوم بينهم (بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ) يتداوله الرؤساء كما كانوا يفعلون في الجاهلية ، ولذا خصص بالنبي والإمام والمستحقين فقط (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ) أعطاكم من الأحكام (فَخُذُوهُ) اعملوا به (وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) عنه (وَاتَّقُوا اللهَ) ولا تخالفوه (إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن عصاه ، وقد ورد أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قسم حصة من فيء بني النضير في فقراء المهاجرين.
[٨] وعليه فقوله (لِلْفُقَراءِ) متعلق بمحذوف تقديره ، فلله وللرسول يضعه الرسول للفقراء ، وقيل غير ذلك (الْمُهاجِرِينَ) من مكة إلى المدينة (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) مكة المكرمة (وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ) يطلبون بهجرتهم (فَضْلاً مِنَ اللهِ) بأن يتفضل عليهم بالغفران (وَرِضْواناً) رضاه تعالى (وَيَنْصُرُونَ اللهَ) دينه (وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) في إظهارهم الإيمان.
[٩] (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا) جعلوا محلا ومنزلا (الدَّارَ) أي المدينة وهم الأنصار (وَ) قبلوا (الْإِيمانَ) بأن صاروا مؤمنين (مِنْ قَبْلِهِمْ) قبل أن يهاجر المهاجرون إلى المدينة (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) من أهل مكة (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً) حسدا وغيظا (مِمَّا أُوتُوا) أي مما أعطي المهاجرين من أموال بني النضير ، إذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قسم الأموال في المهاجرين ولم يعطها للأنصار (وَيُؤْثِرُونَ) أولئك الأنصار ، أي يقدمون المهاجرين (عَلى أَنْفُسِهِمْ) فإنهم أنزلوا المهاجرين في منازلهم وواسوهم في أموالهم (وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) فقر وحاجة (وَمَنْ يُوقَ) يحفظ (شُحَ) بخل (نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون.