[٥] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) للمنافقين (تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) أكثروا تحريكها استهزاء (وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ) يعرضون عن المجيء (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) يتكبرون عن الإتيان إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم عند رجوعه من حرب بني المصطلق كان في منزل إذ تنازع أنصاري ومهاجري على الماء فقال ابن أبيّ : عند رجوعنا إلى المدينة نخرج الرسول والمهاجرين وتكلم بكلام سيئ ، فأتى زيد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره بالخبر ، ولما سمع القوم قالوا لابن أبي اذهب إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم واعتذر منه لكنه أبى وأخيرا اضطر إلى أن يأتي ويطلب من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم العذر وأنكر القصة ، فنزلت السورة مصدقة لما قاله زيد.
[٦] (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) على المنافقين (أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) لإصرارهم على النفاق (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) لا يلطف بالخارج عن أحكام الله عنادا.
[٧] (هُمُ) المنافقون (الَّذِينَ يَقُولُونَ) لإخوانهم (لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) أي على فقراء المهاجرين (حَتَّى يَنْفَضُّوا) يتفرقوا من حول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) كالمطر من خزينة السماء ، والنبات من خزينة الأرض ، فالرزق بيده تعالى لا بأيديهم (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) لا يفهمون ذلك بل يزعمون أن الرزق بيد الناس.
[٨] (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ) ويقصدون بالأعز المنافقين أنفسهم (مِنْهَا) من المدينة (الْأَذَلَ) قاصدين بالأذل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه المهاجرين (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) بل يزعمون أن العزة لهم.
[٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ) لا تشغلكم (أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) الصلاة وغيرها (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) بأن اشتغل بماله وولده وترك ذكر الله (فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) الذين خسروا ثواب الله تعالى.
[١٠] (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) بعض ما رزقناكم (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) فلما يأتي يقول (رَبِّ لَوْ لا) هلّا (أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) زمانا قليلا (فَأَصَّدَّقَ) أتصدق بمالي (وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) في أعمالي.
[١١] (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها) منتهى عمرها (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فيجازيكم عليه.