مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ) (١) بالحجارة الواردة في آية أُخرى في هذا الشأن قال : ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ). (٢)
وفي الروايات المأثورة عن أهل البيت نماذج كثيرة من هذا المنهج يقف عليها المتتبع في الآثار الواردة عنهم عند الاستدلال بالآيات على كثير من الأحكام الشرعية الفرعية وغيرها.
وقد قام أحد الفضلاء باستقصاء جميع هذا النوع من الأحاديث المتضمّنة لهذا النمط من التفسير.
ولنذكر بعض النماذج من هذا المنهج.
١. سأل زرارة ومحمد بن مسلم أبا جعفر عليهالسلام عن وجوب القصر في الصلاة في السفر مع أنّه سبحانه يقول : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ) (٣) ولم يقل افعلوا ؟
فأجاب الإمام عليهالسلام بقوله : « أو ليس قد قال الله عزّ وجلّ في الصفا والمروة : ( فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) (٤) ألا ترون أنّ الطواف بهما واجب مفروض » (٥).
٢. روى المفيد في إرشاده : أنّ عمر أُتي بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهمَّ برجمها فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : « إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك ، إنّ الله تعالى يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ) (٦). ويقول : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ). (٧)
______________________
١. الشعراء : ١٧٣. |
٢. الحجر : ٧٤. |
٣. الأحزاب : ٥. |
٤. البقرة : ١٥٨. |
٥. الوسائل : ٥ ، الباب ٢٢ من أبواب صلاة المسافر ، الحديث ٢.
٦. الأحقاف : ١٥. |
٧. البقرة : ٢٣٣. |