٢. يقول سبحانه : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ). (١)
فهذه الآية تعطي ضابطة كلية في حقّ الناكثين للعهد الشرعي ، قد احتجّ بها أمير المؤمنين عليهالسلام في يوم الجمل ، روي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « دخل عليّ أُناس من أهل البصرة ، فسألوني عن طلحة والزبير ، فقلت لهم : كانا من أئمّة الكفر ، انّ عليّاً يوم البصرة لمّا صفَّ الخيول ، قال لأصحابه : لا تعجلوا على القوم حتى أُعذِّر فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ وبينهم ، فقام إليهم فقال :
« يا أهل البصرة هل تجدون عليّ جوراً في حكم الله ؟ »
قالوا : لا.
قال : « فحيفاً في قسم ( جمع القسمة ) ؟! ».
قالوا : لا.
قال : « فرغبت في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم ، فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي ؟! ».
قالوا : لا.
قال : « فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم ؟! ».
قالوا : لا.
قال : « فما بال بيعتي تُنكث ، وبيعة غيري لا تُنكث ؟! إنّي ضربت الأمر أنفَه وعينَه فلم أجد إلّا الكفر أو السيف » ، ثمّ ثنى إلى أصحابه ، فقال :
إنّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ
______________________
١. التوبة : ١٢.