النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذاك صارت متروكة لا وجود لها إلّا في بطون كتب القراءات ، وأحياناً في ألسن بعض القرّاء ، لغاية إظهار التبحّر فيها.
روى الكليني عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ القرآن واحد ، نزل من عند واحد ، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة ». (١) ولذلك لا نجيز القراءة غير المعروفة منها في الصلاة.
٣. تبديل كلمة مكان كلمة مرادفة ، كوضع « اسرعوا » مكان ( وَامْضُوا ) في قوله سبحانه : ( وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ). (٢)
وقد نسب ذلك إلى عبد الله بن مسعود وكان يقول : ليس الخطأ أن يقرأ مكان « العليم » ، « الحكيم ».
لكن أُجلّ ذلك الصحابي الجليل عن هذه التهمة ، وأي غاية عقلائية يترتب على ذاك التبديل ؟!
٤. التحريف في لهجة التعبير ، انّ لهجات القبائل كانت تختلف عند النطق بالحرف أو الكلمة من حيث الحركات والأداء ، كما هو كذلك في سائر اللغات ، فإنّ « قاف » العربية ، يتلفّظ بها في إيران الإسلامية العزيزة على أربعة أوجه ، فكيف المفردات من حيث الحركات والحروف ؟! قال سبحانه : ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ). (٣)
فكان بعض القرّاء تبعاً لبعض اللهجات يقرأ ( وَسَعَىٰ ) بالياء مكان الألف.
وهذا النوع من التحريف لم يتطرّق إلى القرآن ، لأنّ المسلمين في عهد الخليفة
______________________
١. الكافي : ٢ / ٦٣٠ ، الحديث ١٢. |
٢. الحجر : ٦٥. |
٣. الإسراء : ١٩. |