٢. قال أبو جعفر الصدوق ( المتوفّـى ٣٨١ هـ ) : اعتقادنا أنّه كلام الله ووحيه تنزيلاً ، وقوله في كتابه : ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) وانّه القصص الحق ، وانّه لحقّ فصل ، وما هو بالهزل ، وانّ الله تبارك وتعالى مُحْدثه ومنزله وربّه وحافظه والمتكلّم به. (١)
٣. قال الشيخ المفيد ( المتوفّـى ٤١٣ هـ ) : وقد قال جماعة من أهل الإمامة انّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام من تأويل وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزلاً ، وإن لم يكن من جملة كلام الله الذي هو القرآن المعجز ، وقد يسمّى تأويل القرآن قرآناً ، وعندي انّ هذا القول أشبه بالحقّ من مقال من ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل وإليه أميل. (٢)
وقال أيضاً في أجوبة « المسائل السروية » في جواب من احتج على التحريف بالروايات الواردة حيث ورد فيها « كنتم خير أئمّة أُخرجت للناس » مكان ( أُمَّة ) ، وورد كذلك « جعلناكم أئمة وسطاً » مكان ( أُمَّة ) وورد « يسألونك الأنفال » مكان ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ) ، فأجاب : انّ الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها ، فلذلك وقفنا فيها ، ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر. (٣)
٤. قال الشريف المرتضى ( المتوفّى ٤٣٦ هـ ) : مضافاً إلى من نقلنا عنه في الدليل الأوّل ، انّ جماعة من الصحابة ، مثل عبد الله بن مسعود وأُبيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي عدّة ختمات ، وكلّ ذلك يدلّ بأدنى تأمّل على أنّه
______________________
١. اعتقادات الصدوق : ٩٣. |
٢. أوائل المقالات : ٥٣ ـ ٥٤. |
٣. مجموعة الرسائل للمفيد : ٣٦٦.