الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعرفات يوم الجمعة فقال له : يا محمد إنّ الله يقرؤك السلام ، ويقول لك : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ـ بولاية علي بن أبي طالب ـ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (١). (٢) فلا شكّ أنّه بيان لسبب إكمال الدين وإتمام النعمة لا أنّه جزء من القرآن.
مع أنّ قسماً كبيراً منها يرجع إلى الاختلاف في القراءة ، المنقولة إمّا من الأئمّة بالآحاد لا بالتواتر ، فلا حجية فيها أوّلاً ولا مساس لها بالتحريف ثانياً ، أو من غيرهم من القرّاء وقد أخذ قراءتهم المختلفة من مجمع البيان وهو أخذها من كتب أهل السنّة في القراءة ، وكلّها مراسيل أوّلاً ، والاختلاف في القراءة غير التحريف ثانياً ، لما عرفت من أنّها على وجه ، غير موصولة إلى النبي ، وعلى فرض صحّة النسبة ، لا صلة لها بالقرآن.
وهناك روايات ناظرة إلى تأويلها وبيان مصاديقها الواقعية ، وهي أيضاً كثيرة ، أو ناظرة إلى بيان شأن نزولها ، إلى غير ذلك وبعد إخراج هذه الأقسام ، تبقى روايات آحاد لا تفيد العلم ولا العمل.
الثانية : أنّ أكثر هذه الروايات التي يبلغ عددها ١١٢٢حديثاً منقول من كتب ثلاثة :
١. كتاب « القراءات » لأحمد بن محمد السياري ( المتوفّـى ٢٨٦ هـ ) ، الذي اتّفق الرجاليون على فساد مذهبه.
قال الشيخ : أحمد بن محمد السياري الكاتب كان من كتاب آل طاهر ،
______________________
١. المائدة : ٣.
٢. المصدر نفسه : ١ / ٢٩٣ برقم ٢١.