١. انّ الله تعالى ليس في جهة ولا في مكان بدليل انّ ما كان في الجهة والمكان ، مفتقر إليهما وهو محال عليه ، والله تعالى ليس بمرئي بدليل أنّ كلّ مرئي لا بدّ أن يكون في جهة. (١)
وبعبارة أُخرى : انّ الرؤية إنّما تصحّ لمن كان مقابلاً أو في حكم المقابل ، والمقابلة إنّما تكون في حقّ الأجسام ذوات الجهة ، والله تعالى ليس في جهة فلا يكون مرئياً.
٢. انّ الرؤية إمّا أن تقع على الذات كلّها أو على بعضها. فعلى الأوّل يلزم أن يكون محدوداً متناهياً محصوراً شاغلاً لناحية من النواحي وخلوّ النواحي الأُخرى منه تعالى وذلك مستحيل ، وإمّا أن تقع على بعض الذات فيلزم أيضاً أن يكون مركباً متحيزاً ذا جهة إلى غير ذلك من التوالي الفاسدة الباطلة المرفوضة في حقّه تعالى.
٣. انّ الرؤية بأجهزة العين نوع إشارة بها إلى المرئي وهو سبحانه منزّه عن الإشارة.
٤. انّ الرؤية لا تتحقّق إلّا بانبعاث أشعة من المرئي إلى أجهزة العين وهو يستلزم أن يكون سبحانه جسماً ذات أبعاد ومعرضاً لعوارض وأحكام جسمانية وهو المنزّه عن كلّ ذلك. (٢)
٤. هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن
يصف سبحانه نفسه بأنّه الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن ، ويقول : ( هُوَ
______________________
١. مجموعة الرسائل العشر ، المسألة ١٦ ـ ١٧.
٢. لاحظ أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٨٢ ـ ٨٣ واللوامع الإلهية : ٨١ ـ ٨٢ ؛ وكشف المراد : ١٨٢.