ونزل قوله : (وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ) في عبد الله بن سعد (١) بن أبي سرح (٢) ، لكن ليس لنا إلى معرفة هذا حاجة ؛ هم وغيرهم ومن ادعى وافترى على الله كذبا سواء في الوعيد (٣).
وقوله : (وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ).
ادعى بعضهم أنهم يقولون مثل ما قال الله إنكارا منهم له ؛ كقوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) [الأنفال : ٣١].
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ).
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال (٤) : قوله : (فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ) : نزعات الموت وسكراته وغشيانه (وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ) : يقول ملك الموت وأعوانه الذين معه من
__________________
ـ الجالس في أسفل الوادي يرى على ارتفاع خمسة عشر مترا ، تقريبا ، داخل القبور ولحدها ، ولا يزال في نجد وغيرها من ينتسب إلى بني حنيفة الذين تفرقوا في أنحاء الجزيرة. وكان مسيلمة ضئيل الجسم ، قالوا في وصفه : «كان رويجلا ، أصيغرا ، أخينسا» كما في كتاب البدء والتاريخ. وقيل : اسمه هارون ومسيلمة لقبه كما في تاريخ الخميس ، ويقال : كان اسمه مسلمة وصغره المسلمون تحقيرا له ، قال عمارة بن عقيل :
أكان مسلمة الكذاب قال لكم |
|
لن تدركوا المجد حتى تغضبوا مضرا |
ينظر ابن هشام (٣ / ٧٤) والروض الأنف (٢ / ٣٤٠) والكامل لابن الأثير (٢ / ١٣٧ / ١٤٠) وفتوح البلدان للبلاذري (٩٤ / ١٠٠) وشذرات الذهب (١ / ٢٣).
(١) في ب : سعيد.
(٢) عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري ، من بني عامر بن لؤي ، من قريش : فاتح إفريقية ، وفارس بني عامر. من أبطال الصحابة. أسلم قبل فتح مكة ، وهو من أهلها. وكان من كتاب الوحي للنبي صلىاللهعليهوسلم وكان على ميمنة عمرو بن العاص حين افتتح مصر. وولي مصر سنة ٢٥ ه ، بعد عمرو بن العاص ، فاستمر نحو ١٢ عاما ، زحف في خلالها إلى إفريقية بجيش فيه الحسن والحسين ابنا علي ، وعبد الله بن عباس ، وعقبة بن نافع. ولحق بهم عبد الله بن الزبير فافتتح ما بين طرابلس الغرب وطنجة ، ودانت له إفريقية كلها. وغزا الروم بحرا ، وظفر بهم في معركة «ذات الصواري» سنة ٣٤ ه ، وعاد إلى المشرق ، ثم بينما كان في طريقه ، بين مصر والشام ، علم بمقتل عثمان وأن عليا أرسل إلى مصر واليا آخر هو قيس بن سعد بن عبادة فتوجه إلى الشام ، قاصدا معاوية ، واعتزل الحرب بينه وبين علي بصفين ومات بعسقلان فجأة ، وهو قائم يصلي. وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاع. وأخباره كثيرة.
ينظر : أسد الغابة (٣ / ١٧٣) ، البداية والنهاية (٧ / ٢٥٠) معالم الإيمان (١ / ١١٠).
(٣) أخرجه ابن جرير (٥ / ٢٦٨) (١٣٥٥٩) عن عكرمة وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٥٦) وزاد نسبته لأبي الشيخ عن عكرمة ولعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جرير.
(٤) أخرجه ابن جرير (٥ / ٢٧٠) (١٣٥٦٥) بنحوه ، وعن الضحاك (١٣٥٥٦) وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٥٨) وزاد نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ عن ابن عباس.