بالشركاء والولد.
وقوله ـ عزوجل ـ : (شُرَكاءَ الْجِنَ).
قال بعضهم (١) : هذا كقوله : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) [الصافات : ١٥٨].
وقيل : إنهم لم يعبدوا الجن ، ولا قصدوا قصد عبادة الشيطان ؛ حيث قال : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [يس : ٦٠] ؛ لأن جميع أهل الكفر على اختلاف مذاهبهم يبغضون الشيطان ، ويلعنون عليه ، ولكن معناه : أن الشيطان هو الذي دعاهم إلى عبادة الأصنام والأوثان ، فإذا عبدوا الأصنام بدعائه فكأنهم عبدوه إذ (٢) بأمره وبدعائه يعبدونها.
أو أن يكون كما روي في الخبر «أن الشمس إذا طلعت تطلع بين قرني شيطان» (٣) ، فإذا
__________________
(١) ذكره البغوي في تفسيره مع الخازن (٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢١)
(٢) في أ : أن.
(٣) أخرجه مالك (١ / ٢١٩) كتاب : القرآن ، باب : النهي عن الصلاة بعد الصبح ، وبعد العصر ، الحديث (٤٤) ، والشافعي في المسند (١ / ٥٥) كتاب : الصلاة ، باب : الأول في مواقيت الصلاة الحديث (١٦٣) ، والنسائي (١ / ٢٧٥) كتاب : المواقيت ، باب : الساعات التي نهى عن الصلاة فيها ، والبيهقي (٢ / ٤٥٤) كتاب : الصلاة ، باب : النهي عن الصلاة في هاتين الساعتين ، وحين تقوم الظهيرة حتى تميل ، كلهم من طريق مالك عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله النابحي : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان ، فإذا ارتفعت فارقها ، ثم إذا استوت فارقها ، فإذا زالت فارقها ، فإذا دنت للغروب قارنها ، فإذا غربت فارقها ، ونهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الصلاة في تلك الساعات».
قال الحافظ في التلخيص (١ / ١٨٥ ـ ١٨٦) : قال ابن عبد البر : (هكذا قال جمهور الرواة ، عن مالك وقالت طائفة منهم مطرف ، وإسحاق بن عيسى الطباع ، عن عطاء ، عن أبي عبد الله الصنابحي ، وهو الصواب ، وهو عبد الرحمن بن عسيلة تابعي ثقة ، ليس له صحبة ، وروى زهير بن محمد هذا الحديث ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، عن عبد الله الصنابحي قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والصنابحي لم يلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وزهير لا يحتج بحديثه).
وقال البيهقي : (هكذا رواه مالك بن أنس ، ورواه معمر بن راشد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، عن أبي عبد الله الصنابحي) ، قال أبو عيسى الترمذي : (الصحيح رواية معمر ، وهو ابن عبد الله الصنابحي ، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة).
وفي الباب عن عمرو بن عبسة ، وصفوان بن المعطل ، ومرة بن كعب.
أما حديث عمرو بن عبسة :
فأخرجه أحمد (٤ / ١١١) ، ومسلم (١ / ٥٧٠) كتاب : صلاة المسافرين ، باب : إسلام عمرو بن عبسة ، الحديث (٢٩٤ / ٨٣٢) ، وابن ماجه (١ / ٣٩٦) كتاب : إقامة الصلاة ، باب : ما جاء في الساعات التي تكره فيها الصلاة ، الحديث (١٢٥١) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١ / ١٥٢) كتاب : الصلاة ، باب : مواقيت الصلاة ، البيهقي (٢ / ٤٥٤) كتاب : الصلاة ، باب : ذكر الخبر الذي يجمع النهي عن الصلاة في جميع هذه الساعات.
وأما حديث صفوان بن المعطل : ـ