الجن ـ الجن إلى معصية الله [وهكذا من دعا آخر إلى معصيته والكفر به ، ويدعو شياطين الإنس الإنس إلى ذلك ، يدعو كل فريق قومه إلى معصية الله ، وهكذا من دعا آخر إلى معصية الله](١) فهو شيطان ، وكذلك كبراء الكفرة ورؤساؤهم الذين كانوا يدعون أتباعهم وسفلتهم إلى الكفر والضلال بالله ؛ فهم شياطينهم (٢) ؛ ألا ترى (٣) أنه قال : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها) [الأنعام : ١٢٣].
وقوله تعالى : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) [البقرة : ١٦٦].
[وقوله](٤) : (قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ) [الأعراف : ٣٨].
وغيره من الآيات ؛ أن كلّ من دعا غيره [إلى] معصية الله والكفر به ، فهو شيطان.
والشيطان هو البعيد من رحمة الله ؛ شطن أي : بعد.
وقيل : إن إبليس وكّل [شياطين الإنس](٥) يضلونهم ويدعونهم إلى معصية الله ، ووكّل شياطين بالجن يضلونهم (٦). وهو تأويل الأول.
وقوله ـ عزوجل ـ : (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) [أي : يزين بعضهم لبعض القول غرورا](٧) يغرون به.
قال القتبي ـ رحمهالله ـ : زخرف القول غرورا : ما زين به (٨) وحسن وموه.
وقال واصل (٩) : الزخرف (١٠) : الذهب ؛ ويقال : [زخرف الشيء ، أي : حسنه](١١).
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) في أ : شياطين.
(٣) في أ : يرى.
(٤) سقط في ب.
(٥) في أ : شياطين بالإنس.
(٦) ينظر تخريج الأثر السابق.
(٧) سقط في ب.
(٨) في أ : منه.
(٩) واصل بن عطاء : البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي ، مولاهم البصري الغزال ، وقيل ولاؤه لبني ضبة.
مولده سنة ثمانين بالمدينة ، وكان يلثغ بالراء غينا ، فلاقتداره على اللغة وتوسعه يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء كما قيل : وخالف الراء حتى احتال للشعر
وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال ، طرده الحسن عن مجلسه لما قال : الفاسق لا مؤمن ولا كافر ، فانضم إليه عمرو ، واعتزلا حلقة الحسن ، فسموا المعتزلة قال شاعر : ـ