ألا ترى أنه قال : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) [الشورى : ٣٠] أخبر أن ما يصيبنا هو من كسب أيدينا وهو جزاء ما كسبنا.
[وفيها وفي غيرها من القصص والذكر دليل إثبات](١) رسالة محمد صلىاللهعليهوسلم ونبوته ؛ لأنه [أخبر عما كان](٢) من غير أن اختلف إلى أحد ممن يعرف ذلك ولا نظر (٣) في الكتب التي فيها [ذكرها](٤) دل أنه إنما عرف ذلك بالله تعالى.
ثم اختلف أهل التأويل في الجنة (٥) التي أسكن عزوجل آدم فيها وزوجته :
قال بعضهم : [هي](٦) الجنة التي يكون عود أهل الإسلام إليها في الآخرة ، ولهم وعد عزوجل تلك.
وقال بعضهم : هي جنة أنشأها لآدم ليسكن فيها في السماء ، ولكن لا ندري ما تلك الجنة ، وليس لنا إلى معرفة تلك الجنة حاجة ، إنما الحاجة إلى ما ذكر من المحن.
واختلف ـ أيضا ـ في الشجرة التي نهي آدم عن قربانها :
قال بعضهم : هي شجرة العلم.
وقال بعضهم (٧) : هي شجرة الحنطة.
وقد ذكرنا أقاويل أهل التأويل واختلافهم في صدر الكتاب قدر ما حفظناه (٨).
وكذلك اختلفوا في وسوسة الشيطان لآدم وحواء : أنه كيف وسوس إليه (٩) ومن أين
__________________
(١) في ب : وفيه وفي غيرها من القصص الذي ذكر دليله لإثبات.
(٢) في أ : أخبرهما.
(٣) في أ : أو ينظر.
(٤) سقط في أ.
(٥) في ب : جنة.
(٦) سقط في أ.
(٧) أخرجه ابن جرير (١ / ٢٧٠) (٧٣١) عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٨) ثم اختلف في تلك الشجرة.
فقال بعضهم : هي شجرة العنب ، ولذلك جعل للشيطان فيها حظا لما عصيا ربهما بها.
وقيل : إنها كانت شجرة الحنطة ؛ ولذلك جعل غذاء آدم وحواء ـ عليهماالسلام ـ وغذاء أولادهما منها إلى يوم القيامة ليقاسوا جزاء العصيان والخلاف له.
وقيل : إنها شجرة العلم لما علما من ظهور عورتهما ، ولم يكونا يعلمان قبل ذلك وهو قوله : (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) [الأعراف : ٢٢] والله أعلم.
والقول في ماهيتها لا يجوز إلا من طريق الوحي. ولا وحي في تلاوتها. ولا يجوز القطع على شيء من ذلك.
(٩) في أ : عليه.