بالعجز والضعف عن أن يكون ينشئ من العظام البالية خلقا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ).
سفههم ـ عزوجل ـ بما جعلوا له من الشركاء والأضداد على إقرار منهم أنه خلق السموات والأرض ، ولم يجعلوا له شركاء في خلقهما ، وعلى علم منهم أنه تعلّق منافع الأرض بمنافع السماء ، مع بعد ما بينهما كيف جعلوا شركاء يشركونهم في العبادة والربوبية؟!.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ).
قال الحسن (١) : الظلمات والنور : الكفر والإيمان (٢).
__________________
ـ ينظر لسان العرب م (كبر) ، والصحاح للجوهري م (كبر) ، وتاج العروس م (كبر) ، وقواعد الأحكام لعز الدين بن عبد السلام (٢ / ٦٦).
والصلة بين التكبير والتحميد والتسبيح والتهليل أنها كلها مدائح يمدح بها الإله ويعظم ، فمن سبح الله فقد عظمه ونزهه عما لا يليق به من صفات النقص وسمات الحدوث ، وصار واصفا له بالعظمة والقدم ، وكذا إذا هلل ؛ لأنه إذا وصفه بالتفرد والألوهية فقد وصفه بالعظمة والقدم ؛ لاستحالة ثبوت الإلهية دونهما ، كما أن التحميد يراد به كثرة الثناء على الله تعالى ؛ لأنه هو مستحق الحمد على الحقيقة.
(١) هو الحسن بن أبي الحسن يسار ، أبو سعيد ، مولى زيد بن ثابت الأنصاري ، ويقال مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي ؛ وكانت أم الحسن مولاة لأم سلمة أم المؤمنين المخزومية ؛ ويقال : كان مولى جميل بن قطبة ، ويسار أبوه من سبي ميسان. سكن المدينة ، وأعتق ، وتزوج بها في خلافة عمر ، فولد له بها الحسن رحمة الله عليه لسنتين بقيتا من خلافة عمر واسم أمه خيرة ، ثم نشأ الحسن بوادي القرى ، وحضر الجمعة مع عثمان ، وسمعه يخطب ، وشهد يوم الدار وله يومئذ أربع عشرة سنة رأى عثمان ، وطلحة ، والكبار ، وروى عن عمران بن حصين ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الرحمن بن سمرة ، وسمرة بن جندب ، وأبي بكرة الثقفي ، والنعمان بن بشير ، وجابر ، وجندب البجلي ، وابن عباس ، وعمرو بن تغلب ، ومعقل بن يسار ، والأسود بن سريع ، وأنس ، وخلق من الصحابة ، وقرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي ، وروى عن خلق من التابعين وعنه أيوب وشيبان النحوي ، ويونس بن عبيد ، وابن عون ، وحميد الطويل ، وثابت البناني ، ومالك بن دينار ، وهشام بن حسان ، وجرير بن حازم ، والربيع بن صبيح ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ومبارك ابن فضالة وخلق كثير ، وقال سليمان التيمي : كان الحسن يغزو ، وكان مفتي البصرة جابر بن زيد أبو الشعثاء ، ثم جاء الحسن فكان يفتي. قال محمد بن سعد : كان الحسن رحمهالله جامعا عالما ، رفيعا فقيها ، ثقة ، حجة ، مأمونا ، عابدا ، ناسكا ، كثير العلم ، فصيحا ، جميلا ، وسيما. وما أرسله فليس بحجة وقال ضمرة بن ربيعة ، عن الأصبغ بن زيد : سمع العوام بن حوشب ، قال : ما أشبه الحسن إلا بنبي. وعن أبي بردة ، قال : ما رأيت أحدا أشبه بأصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم منه. وعن أنس بن مالك ، قال : سلوا الحسن ؛ فإنه حفظ ونسينا. ينظر سير أعلام النبلاء (٤ / ٥٦٣ ، ٥٦٤ ، ٥٦٥ ، ٥٦٦ ، ٥٧٢ ، ٥٧٣) ، طبقات ابن سعد (٧ / ١٥٦) ، وطبقات خليفة ت (١٧٢٦) ، والزهد لأحمد (٢٥٨) ، وتاريخ البخاري (٢ / ٢٨٩) ، والمعارف (٤٤٠) ، والمعرفة والتاريخ (٢ / ٣٢) و (٣ / ٣٣٨) ، وأخبار القضاة (٢ / ٣).
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره (٦ / ٢٤٩) ، ومن قول ابن عباس ذكره السيوطي في الدر المنثور (٣ / ٦) وعزاه لأبي الشيخ.