[والضفادع](١) والدم ، وما ذكر.
قالوا : (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ) يحتمل أن يكون كلما حل بهم نوع من العذاب سألوا أن يكشف عنهم ، فقالوا : لئن كشفت لنؤمنن لك ، ولنرسلن معك بني إسرائيل ، فلما كشف عنهم الرجز نكثوا ذلك ، وعادوا إلى ما كانوا من قبل.
ويحتمل أن يكون قولهم لموسى : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ) : بعد ما حل بهم أنواع العذاب ، عند ذلك قالوا : (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ) فلما كشف [ذلك](٢) عنهم نكثوا عهدهم ، وهو قولهم : لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن بك ، وعادوا إلى ما كانوا ، فعند ذلك كان ما ذكر من قوله : (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) وقوله : (لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ) : بما تدعى بأنك رسول ، (وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ) : أمكن أن يكون ليس على نفس الإرسال ، ولكن على ترك الاستعباد ، أي : لا نستعبدهم (٣) بعد هذا ؛ لأنهم كانوا يستعبدون بني إسرائيل.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ).
قال الحسن : قوله : (كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ) لو (٤) أطاعوا وأوفوا بالعهد الذي عهدوا [و](٥) لكنهم لما نكثوا ذلك انتقم منهم وهذا الحرف يؤدي إلى مذهب الاعتزال ؛ لأنهم يقولون : إن من قتل أو عذب تعذيب إهلاك إنما هلك قبل أجله ، وأجله الموت ، لكن هذا يصلح ممن يجهل العواقب ، وأمّا الله سبحانه وتعالى يتعالى عن ذلك أن يجعل له أجلين ؛ أحدهما : الموت ، والآخر : القتل ، ولكن جعل أجل من في علمه أنه يقتل القتل ، ومن يموت حتف أنفه الموت ، وكذلك ما روي في الخبر أن : «صلة الرحم تزيد في العمر» (٦) ، أي : من علم منه أنه يصل رحمه ، جعل عمره أزيد ممن يعلم أنه لا يصل رحمه ، لا أنه يجعل عمره إلى وقت ، ثم إذا وصل رحمه زاد ؛ لما ذكرنا أن ذلك أمر من يجهل العواقب ، وأما من يعلم ما كان وما يكون أنه لو كان كيف يكون ـ لا.
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) سقط في أ.
(٣) في ب : نستعيدهم.
(٤) في أ : ولو.
(٥) سقط في أ.
(٦) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦ / ١٧ / ٢) في ترجمة داود بن عيسى بلفظ : «صدقة السر تطفئ غضب الرب ، وإن صلة الرحم تزيد في العمر ، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وإن قول (لا إله إلا الله) تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء ، أدناها الهم» وكذا ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (١٦٨ / ١) عن ابن عباس مرفوعا.