(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) [البلد : ١٧] وقيل : هو عام ، ثم اختلفوا على أقوال :
فقيل : أراد بالورود الدخول ، ولهذا قال تعالى : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) لكن يردها المؤمن وهي خامدة فيعبر بها ، وتنهار بغيرهم.
وعن ابن عباس : يردونها كأنها إهالة وروي دواية (١) وهي الجليدة التي تعلو المرق.
وروي أن جابرا سأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال عليهالسلام : «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار ، فيقال لهم : قد وردتموها وهي جامدة».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها ، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم».
وأما قوله تعالى : (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) فالمراد من عذابها.
قال ابن مسعود ، والحسن ، وقتادة : الورود : الجواز على الصراط.
وعن ابن عباس : قد يرد الشيء الشيء وإن لم يدخله ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) [القصص : ٢٣].
وعن مجاهد : ورود المؤمن النار هو مس الحمّى جسده في الدنيا لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحمى من فيح جهنم».
وقال عليهالسلام : «الحمّى حظ كل مؤمن من النار».
وقيل : الورود للقرب منها ، نحو : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ). وقولهم : وردت القافلة البلد ، وإن لم تدخل.
__________________
(١) دواية كثمامة وبكسر : وهي ما تعلو ال ... واللبن إذا ضربتها الريح تمت قاموس فصل الدال المهملة.