فقرأ هذه الآية فغشي عليه ، فلما أفاق قيل له ، فقال : هذا فيمن ركن فكيف من ظلم.
وعن سفيان قال : في جهنم واد لا يسكنه إلّا القراء الزائرون للملوك.
وعن الأوزاعي : ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور ظالما.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه».
وسئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية هل يسقى شراب ماء؟
قال : لا ، فقيل له : يموت؟ فقال : دعوه يموت.
واعلم أنه قد وسع العلماء الراشدون وشددوا في ذلك ، والحالات تختلف ، والأعمال بالنيات كما ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وينبغي أن يفصل ، فإن كان المخالطة لطلب الاستدعاء له إلى ترك الظلم : فهذا لا حرج فيه ، وقد أمر الله موسى وهارون بلين القول لعدو الله وهو فرعون ، فقال تعالى : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) ، وإن كانت المخالطة لا لذلك ، وكان فيها دفع منكر واستعانة على دفعه : فلا حرج في ذلك ، وربما وجب وقد أوجبوا حضور أنكحة الظلمة والفسقة إذا كانوا يفعلونه بغير شروطه إن لم يحضر من يعرفهم ، ولكن هذا مشروط بأن لا يؤدي ذلك إلى تقويتهم بالخلطة ، وإن كان الدخول لاستكفاء شرورهم فلا بأس بذلك ؛ لأن دفع المضرة تبيح ذلك ، ولكن لا يتجاوز ما يستغنى عنه ، وإن كانت الخلطة لمجرد إيناسهم وتعظيمهم حرم ذلك.
وقد قال أبو علي وأبو هاشم : طلب التولية منهم فسق ؛ لأن ذلك يوهم أنهم على الحق ، وإن كانت الخلطة لمعاملتهم فيما يجوز كره ذلك ، وإن كانت الخلطة لأخذ الرزق من خزائنهم مما يجوز الأخذ من غير تقوية كره ذلك ، وجاز كأكل طعامهم ؛ لأن ذلك يؤدي إلى محبتهم.