الخامسة : (نرتع) بالنون وجزم العين (ويلعب) بالياء ـ أضاف يرتع إليهم ، وأضاف (يلعب) إلى يوسف ، ـ وهذه قراءة يعقوب ، ورواية عن أبي عمرو ، والأعرج ، وإبراهيم النخعي ، وأهل الحجاز.
وقوله : (يَرْتَعْ) إما مع سكون العين فمن قولهم : رتع إذا تبسط فيما يشتهي ، وبكسر العين من الرعي في بقول الأرض.
وأما اللعب فلم يذكر هذا يعقوب ، ـ صلّى الله عليه ـ وفي ذلك وجوه :
الأول : أنهم كانوا صغارا فاللعب جائز في حقهم ، بما ليس بمحرم ، وأما إن كانوا كبارا فقيل : هذا من اللعب الذي يعد فيه أهبة الجهلاء كالسباق ، والمناضلة ، ولهذا قالوا : (إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ) ، واللعب إما أن يكون عن صغير أو كبير ، إن كان بين الصغار جاز بما لا مفسدة فيه ، ولا يعد فيه تشبه بالفسقة ، وفي حديث أبي رافع كنت ألاعب الحسن ، والحسين. بالمداحي (١).
وفي أمالي أبي طالب : وعن أبي رافع كنت ألاعب الحسين بن علي وهو صبي في المداحي ، فإذا أصابت مدحاتي مدحاته قلت : احملني فقال : ويحك أتركب ظهرا حمله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأتركه ، فإذا أصابت مدحاته مدحاتي قلت : لا أحملك كما لم تحملني فيقول : أو ما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأحمله.
__________________
(١) لسان العرب ج : ١٤ ص : ٢٥٢.
وفي حديث أبي رافع كنت ألاعب الحسن والحسين رضوان الله عليهما بالمداحي هي أحجار أمثال القرصة كانوا يحفرون حفرة ويدحون فيها بتلك الأحجار فإن وقع الحجر فيها غلب صاحبها وإن لم يقع غلب والدحو هو رمي اللاعب بالحجر والجوز وغيره.