ومن ثمرات الآية : أن السّلام مأمور به :
قال الحاكم : منهم من أوجبه ، ومنهم من يقول : إنه سنة ، ويجب الرد على الكفاية ، وقد تقدم طرف من هذا عند قوله تعالى : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ).
والظاهر من أقوال العلماء أن الابتداء سنة على الكفاية والرد فرض على الكفاية. وتكلمة هذا الحكم : أنه مشروع دخل على ناس ، أو كان البيت أو المسجد خاليا ، فيقول : السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، ويؤخذ من حديث أنس مكارم الأخلاق ، والاحتمال للخادم فيما يكره ، واستحباب صلاة الضحى ، وقد ذكر الخلاف فيها.
قال الحاكم : وإذا كان في الدار كافر فمنهم من منع من ابتدائه السّلام ، وجوّز الرد ، ومنهم من منع منهما.
وعن الحسن أنه يجب رد السّلام ، ولا يقول : ورحمة الله وبركاته ، والظاهر من كلامات الفقهاء أنه لا يبتدأ بالسلام ، لقوله عليهالسلام : «لا تبدءوهم بالسلام ، وأنه إذا ردّ عرّض فلا يقصد أن الله تعالى يسلمه من النار».
قوله تعالى
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ