ومنهم : من اختار التوقف لشدة الخطر : كالصادق ، والباقر ، وغيرهما ، ومن المتأخرين شيخا آل الرسول ـ عليهمالسلام ـ شمس الدين ، وبدر الدين يحيى ومحمد بنا أحمد بن يحيى فإنهما طلبا للإمامة فاختارا الترك ، وألزما المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليهالسلام وكانا من أنصاره ومن كتاب المنصور بالله إلى شمس الدين في شعر له :
أصدق ما قال به القائل |
|
ما أحوج السيف إلى الحامل |
يا بن علي يا بن أبي طالب |
|
قم فانصر الحق على الباطل |
وادع وعندي أنها دعوة |
|
كاملة في رجل كامل |
فأنت في صيد بني أحمد |
|
لا ساقط الذكر ولا حامل (١) |
فأنت لا أنطقها كاذبا |
|
عالم أهل البيت والعامل |
فالحق لا يترك أعني به |
|
نفسي مكان الجمل البازل |
وفي كلام المنصور بالله عليهالسلام دلالة على أنه يجوز الخروج من الإمامة إذا وجد الإمام من هو أكمل منه ، وقد أوجب ذلك القاسم ، والناصر ، حتى قال الناصر إن لم يسلّم فسق ؛ لأنه حينئذ طالب للدنيا ، وهذا حيث لا عذر للأفضل ، تم ما نقل من سورة الفرقان.
وصلّى الله على محمد وآله والحمد لله حمدا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيده ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
__________________
(١) هذا البيت غير موجود في النسخة أ.