الخامس : أنه يجب عليه التكلم لقوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة : ١٩٥] ولا خلاف أنه لا يكون عاصيا إن صان نفسه ، ونطق بكلمة الكفر.
قوله تعالى
(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء : ٨٢]
أي طمع يقين وهي الصغائر ، وهي مغفورة ، ويجوز طلب المغفرة انقطاعا إلى الله ، وإن كان مغفورا له ، لكن قيل : أراد صغائر غير معينة (١).
وقيل : هي قوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) [الصافات : ٨٩] وقوله : (قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ) [الأنبياء : ٦٣] وقوله لسارة هي أختي ، وقوله للكواكب : (هذا رَبِّي) [الأنعام : ٧٦].
قال الزمخشري : وليست بخطايا يجب منها الاستغفار ، وما هي إلا معاريض ، ويستثمر من ذلك جواز التعريض.
قوله تعالى
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) [الشعراء : ٨٤]
قيل : أراد ثناء حسنا ؛ لأنه الحياة الثانية ، قال الشاعر :
قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وقيل : ولد صالح يعمل بقوله وهو محمد عليهالسلام.
وقيل : أراد بقاء شريعته.
ويستثمر : جواز الدعاء بهذه الأمور ، وأنه يستحب افتتاح الدعاء بالتوحيد لقوله : (إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) [الشعراء : ٧٧].
__________________
(١) ظاهر كلام المتكلمين وجوب التوبة من الصغائر قال أبو العباس يجب عقلا وشرعا وقال المؤيد بالله سمعا فقط ذكر معنى ذلك في الدامغ وتذكرة الشيخ حسن تمت.