وفيه : أولا انه حيث يكون صدر الآية الشريفة إخبارا عما جعل على بني إسرائيل فيحتمل ان يكون المراد قلنا لهم قولوا الخ وقد قيل في معناه ذلك فتدبر.
وثانيا : ان حسن الظن والاعتقاد إنما يكون من آثار صفاء النفس وتزكيتها ، فيمكن ان يكون المراد الأمر بالسبب وهو اختياري.
وثالثا : انه لو سلم انه عدول من الأخبار إلى الخطاب ، وسلم عدم صحة تعلق التكليف بالظن والاعتقاد وبسببهما ، لا يصح الاستدلال به أيضاً ، إذ فسرت الآية الشريفة بتفسير آخر ، فعن جابر عن سيدنا أبي جعفر (ع) في قوله تعالى (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) قال : قولوا للناس احسن ما تحبون ان يقال لكم (١).
ورابعا : انه لو سلم هذا التفسير فغاية ما يدل عليه مطلوبية مواجهة الناس بقول حسن لين جميل وخلق كريم ولا ربط له بترتيب آثار الصحة ، ويؤيد ذلك ما عن المجمع (٢) عن الإمام الصادق (ع) ان الآية وان كانت عامة
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ١٦٥ باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم ح ١٠ وفيه بدل «لكم» «فيكم» / الوسائل باب ٢١ من أبواب فعل المعروف من كتاب الأمر بالمعروف ح ٢١٧١١.
(٢) مجمع البيان في تفسير الآية ٨٣ من سورة البقرة ج ١ ص ١٤٩ الا أنه بعد ذكر الرواية قال : «الاكثرون انها ليست بمنسوخة لأنه يمكن قتالهم مع حسن القول في دعاتهم إلى الايمان».