بكونه بمعنى الحال ، أو الاستقبال ، ضرورة أن المراد الدلالة على أحدهما بقرينة ، كيف لا وقد اتفقوا على كونه مجازا في الاستقبال (١).
______________________________________________________
منه زمان النطق ، لكان لازم ذلك دلالة المشتق على الزمان وهو خلاف ما اتفقوا عليه : من عدم دلالة الاسماء على الزمان.
لا يقال : انه اذا اريد من الحال زمان التلبس ايضا يكون منافيا لما اتفقوا عليه من عدم دلالة الاسماء على الزمان.
فانه يقال : المراد من حال التلبس ليس زمان التلبس ، بل هو ما ذكرناه من كون مطابق المشتق هو كون المبدإ له فعلية القيام بالذات : أي ان المطابق لهذا الوصف والمصداق الحقيقي له : هو كون مبدإ الوصف فعلا قائما بالذات ، لا انه قام بها وانقضى عنه القيام فعلا : اي ان مطابق القائم مثلا هو كون الشيء له فعلية الانتصاب حين وجود الانتصاب فيه ، وليس مطابقة الشيء ولو كان قد انقضى عنه وجود الانتصاب الحال فيه.
(١) حاصله : انه لا يقال : انه ينافي ما ادعيت من اتفاق اهل العربية على عدم دلالة الاسماء على الزمان ، هو انهم يشترطون في عمل بعض الاسماء كاسم الفاعل عمل الفعل : بان يكون اسم الفاعل بمعنى الحال او الاستقبال ، ولذا قال ابن مالك في بداية الالفية :
كفعله اسم فاعل في العمل |
|
ان كان عن مضيه بمعزل (١) |
وظاهر كلامهم هذا : هو دلالة بعض الاسماء على الزمان وهذا مراده من قوله : «ولا ينافيه ـ الى قوله ـ ضرورة».
فانه يقال : ان مرادهم من دلالة الاسم ، كاسم الفاعل على الزمان ليس دلالته عليه بنفسه ، بل بدلالة دال آخر على الزمان لا نفس الاسم. والذي يدل على ذلك
__________________
(١) شرح ابن عقيل : تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : ج ٣ ، ص ١٠٦.