.................................................................................................
______________________________________________________
الحقيقية لكنا نحسه في انفسنا ، لوضوح انه لنا طلب حقيقي وارادة حقيقية وطلب انشائي وارادة انشائية ، فاذا رجعنا الى ما نحسه ونجده في انفسنا انا نتصور الشيء فيوجد الشيء في مرحلة التصور وهو احد قسمي العلم ، وحيث تكون لذلك الشيء فائدة وبعد تصورها وكونها ملائمة لنا يحصل الميل منا له وتهيج رغبتنا اليه ، وبعد هذا يحصل التصديق من النفس : بان هذه الفائدة الملاءمة المرغوب اليها ينبغي تحصيلها بتحصيل ما فيه تلك الفائدة وهو الذي سماه المصنف ب «الجزم بدفع ما يوجب توقفه عن طلبه» وقد ذكر القوم في ترتيب المقدمات نحوا آخر وترتيبا غير ما ذكره المصنف ، فانهم قالوا : ان مقدمات الارادة العلم وهو تصور الشيء بما له من الفائدة والتصديق بان له فائدة ملائمة ، فيحصل الميل اليه وهو شوق بمرتبة ضعيفة الى تحققه وحيث يحصل هذا الشوق يكون المتصور في صدد التفكير في الموانع التي تمنع عن تحقق هذا الذي وقع متعلقا للميل أو الشوق ، فيجزم بانه لا مانع عن ذلك وبعده يكون بصدد تحصيله وهي مرتبة العزم وبعد تلك المرتبة تحصل الارادة المحركة للعضلات من نفس المتصور اذا كان الميل الاولي لذلك الشيء بنحو ان يتولى هو ايجاده وتحصيله بالمباشرة ، واذا كان بنحو ان يتولى تحصيله غيره : أي لا بالمباشرة تحصل الارادة له لأن يحرك الغير اليه ، ومرحلة الارادة المحركة لعضلاته أو لغيره هي مرحلة الارادة الحقيقية وهي مرحلة الطلب الحقيقي.
واتضح مما ذكرنا انه ليس بعد تحقق المقدمات المذكورة شيء غير الارادة الحقيقية ، لانه اما يكون بعد حصول المقدمات المذكورة ان لا يحصل لنا طلب حقيقي وهو واضح الفساد ، لأن الكل متفقون على انه لنا طلب حقيقي ، واما ان يكون لنا بعد تمامية المقدمات امران طلب حقيقي وارادة حقيقية ، ولا نجد في انفسنا بعد تمامية المقدمات الّا شيئا واحدا ، واما ان يكون ذلك الشيء الواحد هو الطلب الحقيقي وهو الارادة الحقيقية فيتحد الطلب والارادة وهو المطلوب ، ولذا قال (قدسسره) : «وبالجملة لا يكاد يكون غير الصفات المعروفة والارادة» في مقام طلب الشيء : أي