والعبرة بهذا الباطن ، الذي هو تأويله وهو مفهوم عامّ مستخرج من فحوى الآية الشامل.
[م / ١٣] قال الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي عليهالسلام : «كتاب الله عزوجل على أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة ، واللطائف ، والحقائق. فالعبارة للعوامّ (أي لعامّة الناس). والإشارة للخواصّ (ممّن يتعمّق النظر فيه). واللّطائف (وهي الدقائق والرموز) للأولياء (ممّن لهم القربى بساحة القدس الأعلى). والحقائق (الراهنة طيّ ملاكات الأحكام والشرائع) للأنبياء (النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وورثته وخزنة علمه)» (١).
ولعلّ أفخم نعت جاء في وصف القرآن :
[م / ١٤] ما ذكره الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام قال : «لقد تجلّى الله لخلقه في كلامه ، ولكنّهم لا يبصرون» (٢).
نعم لقد تجلّى الله بكلّ أوصافه المجيدة في القرآن ، وفضل عنايته بهذا الإنسان ، منذ بدء الخلق فإلى بلوغ الرضوان.
[م / ١٥] قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فضل القرآن على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه» (٣).
[م / ١٦] وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده» (٤).
[م / ١٧] وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «القرآن مأدبة الله ، فتعلّموا مأدبته ما استطعتم. إنّ هذا القرآن ، هو حبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع» (٥).
[م / ١٨] وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «القرآن أفضل كلّ شيء دون الله. فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله. ومن لم يوقّر القرآن فقد استخفّ بحرمة الله ، وحرمة القرآن على الله (أي عند الله) كحرمة الوالد على ولده» (٦).
[م / ١٩] وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة ، والظلّ يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة ، فادرسوا القرآن ، فإنّه كلام الرحمان ، وحرز من الشيطان ، ورجحان في الميزان» (٧).
__________________
(١) جعلنا الشرح مزجا مع المتن ، جامع الأخبار : ١١٦ / ٢١١ ؛ البحار ٨٩ : ٢٠ / ١٨.
(٢) البحار ٨٩ : ١٠٧ / ٢ ، باب ٩ (فضل التدبّر في القرآن).
(٣ ـ ٧) جامع الأخبار : ١١٤ ـ ١١٥ / ١٩٨ ـ ٢٠٣ ؛ البحار ٨٩ : ١٩ / ١٨.