أقول : فهذه الجليلة بنت الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام ، واُخت الإمام علي الهادي عليهالسلام ، وعمّة الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، وقد أدركت أئمّة أربعة بزيادة إمام العصر عليهالسلام إلى من تقدّم ، وأن الهادي عليهالسلام أمر نرجس خاتون أن تتعلم منها معالم الدين وأحكام الشرع والتأدُّب بالآداب الإلهية (٢) ، وكان لها منصب السفارة بعد العسكري عليهالسلام من قبل إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وكانت توصل عرائض الناس إليه ، والتوقيعات الصادرة منه عليهالسلام إلى الناس (٣) ، ومرقدها الشريف ممَّا يلي قدمي العسكريين عليهماالسلام ، ولها صندوق على حِدَة.
وبجنب ضريح العسكري عليهالسلام أيضاً ، ضریح نرجس خاتون اُمّ الإمام صاحب الزَّمان عليهالسلام ، واقع خلفه.
عدم اللصوق بضريحه عليهالسلام
الثاني : قال الشيخ الجليل والفقيه النبيل الشيخ خضر شلّال النَّجفي المتوفى ١٢٥٥ هـ ، ـ وقبره في محلّة العمارة من النَّجف ، معروف تقصده الناس ؛ لقراءة الفاتحة وإسعاف الحوائج (٤) ـ في مزاره في باب زيارة العسكريين : (أنه لا شكّ أنَّ
__________________
(١) الفوائد الرجالية ٢ : ٣١٧ ، الإرشاد ٢ : ٢٩٥ ، إعلام الوری ٢ : ١٠٦ ، مناقب آل أبي طالب عليهمالسلام ٣ : ٤٨٧.
(٢) إشارة إلى قول الإمام الهادي عليهالسلام المروي في الإكمال ، ونصّه : قال أبو الحسن عليهالسلام : «يا کافور ادعُ لي أختي حکيمة ، فلمَّا دخلت عليه ، قال عليهالسلام لها : هاهيه ، فاعتنقتها طويلاً ، وسُرّت بها كثيراً ، فقال لها مولانا : يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك ، وعلميها الفرائض والسنن ، فإنها زوجة أبي محمّد ، وأم القائم عليهالسلام». (ينظر كمال الدين : ٤٢٣).
(٣) ينظر : كمال الدين : ٤٢٦ ح ٢.
(٤) هُدِّم قبره في أوائل القرن الحالي ، وهو الخامس عشر الهجري من قبل النظام البعثي البائد ، ونقله بعض الصلحاء إلى وادي السلام ، وقبره معروف هناك يُزار.