الحديث التاسع والعشرون
الفقه في الدين
[٩٧] ـ قال رحمهالله : عنه ، عن الحسين بن محمّد ، عن معلّی بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فَقَّهُه في الدين» (١).
أقول : مرجع الضمير كما تقدّم ، ورجال السند مذكورون فيما تقدّم ، وأمّا ما يتعلق بشرح المتن ، فقد قال شيخنا البهائي رحمهالله :
(ليس المراد بالفقه الفهم ، ولا العلم بالأحكام الشرعية العملية عن أدلتها التفصيلية ، فإنَّه معنی مستحدث ، بل المراد به البصيرة في أمر الدين ، والفقه أكثر ما يأتي في الحديث بهذا المعنى ، والفقيه هو صاحب هذه البصيرة ، وإليها أشار النبي صلىاللهعليهوآله بقوله : «لا يفقه العبد كلّ الفقه حَتَّى يمقت الناس في ذات الله ، ويری للقرآن وجوهاً كثيرة» ، ثُمَّ يُقبل على نفسه ، فيكون لها أشدَّ مقتاً) ، انتهى (٢).
وهو المراد بقوله صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين عليهالسلام حين أرسله إلى اليمن : «اللهُمَّ فقّهه في الدين» (٣) ، وقول أمير المؤمنين عليهالسلام لولده الحسن عليهالسلام : «وتفقَّه يا بني في الدين» (٤) ، وقوله تعالى : لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (٥) حيث جعل العلَّة الغائية من الفقه الإنذار والتخويف ، ومعلوم
__________________
(١) معالم الدين : ٢٢ ، الكافي ١ : ٣٢ ح ٣.
(٢) ذكره عنه المازندرانی فی شرح اُصول الكافي ٢ : ٢٩.
(٣) ذكره المؤرخون في حوادث سنة ١٠ هـ.
(٤) نهج البلاغة ٣ : ٣٩.
(٥) سورة التوبة : ١٢٢.