أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ (١). وفي قوله تعالى : مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَخَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٢).
قال : وهذا كلّه من الشواهد المعتبرة على وثاقة هذا العلم ، وأنه من الأسرار المكنونة التي لا يمسّها إلا المطهَّرون).
هذا إتمام الكلام في سبب وفاته ، وأن الحق ما اختاره أجلاء أصحابنا الإمامية من أنه عليهالسلام مضى شهيداً بسمّ المأمون ، عليه لعائن الله أبد الآبدين.
خاتمة شريفة
في فضيلة بقعته ، ومحلّ دفنه ـ صلوات الله عليه ـ ومن بنی قبَّته ، وشيّد أثاره فاعلم : أن من جملة الأخبار الدالة على فضيلة تلك الأرض المقدسة ، والبقعة المباركة ما رواه الشيخ رحمهالله في باب الزيارات من التهذيب : «أنَّ الرضا عليهالسلام قال : إنَّ بخراسان لبقعة من الأرض يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فقال : فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى أن يُنفخ في الصور.
فقيل له عليهالسلام : يا بن رسول الله وأيّ بقعة هذه؟ فقال : هي أرض طوس ، وهي والله روضة من رياض الجنَّة ... الخ» (٣).
روي أيضاً عن الصادق عليهالسلام : «أربع بقاع ضجّت إلى الله من الغرق في أيام الطوفان ، قال : البيت المعمور فرفعه الله إليه ، والغري وکربلا وطوس» (٤).
قال في الوافي : (ولمّا ضجّت تلك البقاع ، وكان ضجيجها إلى الله من جهة
__________________
(١) سورة يس : من آية ٧٨ ، ٧٩ تباعاً.
(٢) سورة الزخرف : من آية ٩.
(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ١٠٨ رقم ١٩٠ / ٦ ، والمؤلف رحمهالله نقله بالمعنى وما أثبتناه من المصدر.
(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ١١٠ رقم ١٩٦ / ١٢ ، والمؤلف رحمهالله نقله بالمعنى وما أثبتناه من المصدر.