وقال الشيخ في (عدّته الأُصولية) : (عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث ، وغياث ابن كلوب ، ونوح بن دراج ، والسكوني ، وغيرهم من العامة عن أئمتنا عليهمالسلام فيما لم ينكروه ، ولم يكن عندهم خلافُه) (١).
الموضع الثاني
فيما يتعلق بشرح المتن :
[أ] ـ «إذا رأيتم العالم محبّاً لدنياه» : بسبب ميله إليها ، ووثوقه بها ، والاهتمام بشأنها بحيث يجزع من فوتها منه ، ويبتش مع إقبالها عليه.
[ب] ـ «فاتَّهِموه على دينكم» : أي اجعلوه متَّهَماً على الدين الَّذي أنتم عليه ، وبعيداً عن اليقين ، فإنَّ من كان ناظراً إلى الدنيا وزخارفها ، مائلاً عن الآخرة وذخائرها ، لا يكون على وثوق من أمر الآخرة ، فإنَّ الدنيا والآخرة ككفَّتي الميزان ، متی رجح أحدهما نقص الآخر ، ولا يمكن الجمع بينهما.
[ج] ـ «فإنَّ كلّ محب لشيء يحوط ما أحبَّ» : أي يكلأ ويرعى ما أحبّ ويعرض عما سواه ، كما قال أمير المؤمنين : عليهالسلام : «فمن أحبّ الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها» (٢).
فهذا العالم أيضاً متّهم في الدين ؛ إذ لا يجتمع الحُبّان : حبُّ الدّنيا والدّین في جوف واحد ، فمن كان محبّاً للدنيا لا محالة يكون كارهاً للدين ؛ فلذا قال رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة» (٣).
__________________
(١) عدة الأُصول ١ : ١٤٩.
(٢) نهج البلاغة ٤ : ٢٣.
(٣) التحصين لابن فهد الحلي : ٢٧ ح ٤٣.