على عسكر ابن زياد يقتل بعضاً ويترك بعضاً [مع تمكُّنه من قتلهم] (١) ، فقيل له في ذلك ، فقال عليهالسلام : «كُشف عن بصري ، فأبصرت النطف التي في أصلابهم فعرفت من يخرج من أهل الإيمان ، فتركته عن القتل لاستخلاص تلك الذرِّية» (٢).
وهذا شأن أهل الولاية في تدبير أمور الخلق.
المطلب الثاني
(تفسير مراتب الأئمّة عليهمالسلام)
في ذكر مراتب الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين وتفضيل بعضهم على بعض في المرتبة ، فنقول : لا ريب أنَّ مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام أفضل من الحسن والحسين عليهماالسلام ، والأخبار في ذلك مشحونة ، وأنه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله خير خلق الله ، وسيد من دخل في عالم الوجود.
ومختصر الدليل على ذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله خير خلق الله بالكتاب والسنَّة وإجماع المسلمين ، وعلي عليهالسلام نفس النبيّ صلىاللهعليهوآله بنصّ القرآن في قوله تعالى: وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ (٣) ، ولا ريب أنه ليس المراد أن نفسه عليهالسلام نفسه صلىاللهعليهوآله حقيقة ، فالمراد المساواة معه في جميع الخصوصيات سوى النبوة ، بقاعدة أنه إذا تعذَّرت الحقيقة فالمراد أقرب المجازات ، وتذكّر هنا البيت من القصيدة المتقدِّمة لجدّي بحر العلوم رحمهالله في ردّ مروان بن أبي حفص حيث يقول :
__________________
(١) ما بين المعقوفين منا لإتمام المعنى.
(٢) أسرار الشهادة ٣ : ١٥.
(٣) سورة آل عمران : من آية ٦١.