الحديث العشرون
العمل بمقتضى العلم
[٨٧] ـ قال رحمهالله : وعنه ، عن عدّة من أصحابنا ، من أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، رفعه قال : قال أمير المؤملين عليهالسلام في كلام له خطب به على المنبر : «أيُّها الناس ، إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلَّكم تهتدون ، إنّ العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الَّذي لا يستفيق من جهله ، بل قَدْ رأت أنّ الحجّة عليه أعظم ، والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه ، منها على هذا الجاهل المتحيَّر في جهله ، وكلاهما حائر بائر ، لا ترتابوا فتشكُّوا ، ولا تشكُّوا فتكفروا ، ولا تُرخِصوا لأنفسكم فَتُدهِنوا ، ولا تُدْهِنوا في الحقِّ فتخسروا ، وإن من الحقّ أن تَفَقَّهوا ، ومن الله أن لا تفتُروا ، وإنَّ أنصحَكُم لنفسه أطوعُكُم لربِّه ، وأغشَّکم لنفسه أعصاکم لربِّه ، ومن يُطِعِ اللهَ يأمَنْ ويستَبشِرْ ، ومن يعصِ اللهَ يَخِبْ وَينْدَم» (١).
أقول : مرجع الضمير كما تقدّم ، وقد عرفت من يقصده الكليني من العدّة عن أحمد بن خالد البرقي ، وباقي الرجال غير مذکورين ، فالحديث مرفوع.
وأمّا شرح متن الحديث :
[أ] ـ «خطب على المِنبَر» : بكسر الميم وفتح الباء ، وفي الصّحاح : (نبرت الشيء أنبره نبراً : رفعته. ومنه سُمّي المنبر) (٢).
[ب] ـ «لعلکم تهتدون» : فيه تنبيه على أن العمل بمقتضى العلم يؤدي إلى الاهتداء بهدى الله ، وهو الثبوت على نور اليقين الَّذي هو غاية كلّ شيء ؛ لما
__________________
(١) معالم الدين : ١٩ ، الكافي ١ : ٤٥ ح ٦.
(٢) ينظر : الصحاح ٢ : ٨٢١.