الموضع الثاني
في شرح ما يتعلق بمتن الحديث :
[أ] ـ «حق سائسك بالعلم» : أي مالك أمرك في التعليم ، من سستُ الرعيّةَ سياسةً (١) ، أي : ملكت اُمورها.
[ب] ـ «التعظيم له» : عند طلب العلم منه ، والتواضع إليه ، والمذلَّة له ، وترك العلو عليه ، كما قال الصادق عليهالسلام : «وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم ، وتواضعوا المن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا علماء جبَّارين» (٢).
وقال عليهالسلام أيضاً : «كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة : فرأسه التواضع» (٣).
قيل : (إن زید بن ثابت ركب ، فأخذ عبد الله بن عبّاس بركابه فقال : لا تفعل يابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال : هكذا اُمرنا أن نفعل بعلمائنا.
فقال له زيد : أرني يدك ، فأخرج إليه يده ، فأخذها فقبَّلها ، وقال : هكذا اُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيِّنا) (٤).
ومن طرق العامَّة : «ليس من أخلاق المؤمن التملُّق ، [ولا الحسد] (٥) ، إلا في طلب العلم» (٦) ، فلا ينبغي لطالب العلم أن يتكبّر على المعلّم.
__________________
(١) الصحاح ٣ : ٩٣٨.
(٢) الكافي ١ : ٣٦ ح ١.
(٣) الکافي ١ : ٤٨ ح ٢.
(٤) تاريخ دمشق ١٩ : ٣٢٦ ، کنز العمال ١٣ : ٣٩٦.
(٥) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٦) کنز العمال ٣ : ٤٥٥.