قال رحمهالله : وإيراده على صيغة التعريف أزين لفظاً ، وأبلغ معنی) ، انتهى (١).
ولعمري إن هذا تبدیل بالأحسن ؛ لأن الحياة إن لم تكن مقرونة بالسلامة لي يعتد بها ، بل لعلَّ الموت خير منها.
[أحكام السلام]
إذا عرفت ذلك فهنا فروع :
الأوَّل : قَدْ عرفت أنَّ السلام من السُّنن الخاصة المؤكّدة ، وردّه فرض ؛ لصيغة الأمر الدالّة على الوجوب في آية التحيَّة (٢) ، المراد بها السلام ظاهراً على ما نصّ عليه أهل اللُّغة ، ودلّ عليه العرف.
قال في (القاموس) : (التحيَّة ، هي : السلام) (٣).
وفي (لسان العرب) : (والتحيَّة : السلام ، وقد حيَّاهُ تحيَّةً) (٤).
فلو كانت التحيَّة بغير لفظ السلام كقولك : صبّحك الله بالخير ، أو مسّاك الله بالخير ، لم يجب الردّ كما عليه الأكثر ، واختاره الأُستاذ (طاب ثراه) في (العروة) (٥) ، وذهب غير واحد من الفقهاء إلى وجوب الرد حينئذ ، منهم الفاضل المقداد رحمهالله في (کنز العرفان) ، فقد صرّح بأنه : (ليس المراد بحُيِّيتم في الآية : سلام عليکم ، بل كلّ تحيّة وبِرٍّ وإحسان) (٦).
__________________
(١) مجمع البحرين ٢ : ٤٠٨.
(٢) وردت آية التحية في سورة النساء آية ٨٦ ، وهي : وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا.
(٣) القاموس المحیط ٤ : ٣٢٢.
(٤) لسان العرب ١٤ : ٢١٦.
(٥) العروة الوثقی ٣ : ٢٢ مسألة ٢٧.
(٦) كنز العرفان ١ : ٢٢٣.