واستند في ذلك إلى ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقين عليهماالسلام أنه قال : «التحيَّة السلام وغيرُه من البرّ» ، انتهى (١).
وربّما يُرشد إلى ذلك ما رواه في (المناقب) ، قال أنس : «حيّت جارية للحسن عليهالسلام بطاقة ريحان ، فقال لها : «أنتِ حُرَّة لوجه الله» ، فقلت له في ذلك؟ فقال : «أدَّبنا الله عزَّ وجلَّ فقال : وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ ... الآية ، وكان أحسن منها إعتاقها»» (٢).
وما عن (الخصال) ، فيما علّم أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه ، قال : «إذا عطس أحدكم فسمِّتوه ، قولوا : يرحمك الله ، ويقول : يغفر الله لكم ويرحمكم ، قال الله تعالى : وَإِذَا حُيِّيتُم ... الآية» (٣).
وقوله عليهالسلام : «وحيَّا كما الله من كاتبين» (٤).
أقول : لا شكّ في إطلاق التحيَّة قبل الإسلام على ما يشمل السلام وغيره من التحيَّات المعروفة عند الجاهلية كما تقدّم تفصيله ، فلمَّا جاء الإسلام اقتصروا من التحايا على السلام ، وتغلّب فيه الاستعمال كما هو الشائع في العرف وعند أهل البيت عليهمالسلام من حيث لم يستعملوا سواه ، بل في (الكافي) عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : يُكره للرجل أن يقول : حيّاك الله ، ثُمَّ يسكت حَتَّى يتبعها بالسلام» (٥).
__________________
(١) تفسیر القمي ١ : ١٤٥.
(٢) مناقب آل أبي طالب عليهمالسلام ٣ : ١٨٣.
(٣) الخصال : ٦٣٣.
(٤) مصباح المتهجد : ٢١٧ ح ٦٩ / ٣٣١ ضمن دعاء يُقرأ بعد الفجر.
(٥) الكافي ٢ : ٦٤٦ ح ١٥.