المقام الخامس
الإمام محمّد بن علي الباقر عليهالسلام
لقّبه بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله، وأبلغه السلام على لسان جابر لمّا اُضرّ في آخر عمره. «وافاه الباقر عليهالسلام في يوم من الأيام وسلّم عليه ، وكان حدث السن ، فردّ عليه جابر وسأله من أنت؟ فقال له عليهالسلام : أنا محمّد بن علي بن الحسين عليهالسلام ، فقال : اُدنُ منّي ، فدنا منه عليهالسلام ، فأخذ يده وقبله ، وقال له : يا بن رسول الله ، إنَّ رسول الله يقرؤك السلام.
فقال الباقر عليهالسلام : على رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته. ثُمَّ قال عليهالسلام : وكيف كان ذلك؟ فقال جابر : كنت يوماً مع رسول الله ، فقال : يا جابر لعلَّك تبقى حَتَّى توافي أحد ولدي ، يقال له : محمّد بن علي بن الحسين عليهالسلام ، أعطاه الله النور والحكمة. أبلغه سلامي» (١).
قال صاحب (عمدة الطالب) : (ويُقال له : عمود الشرف ، ومناقبه متواترة بين الأنام ، مشهورة بين الخاص والعام ، وقصده المنصور الدوانيقي بالقتل مراراً ، فعصمه الله منه) ، انتهى (٢).
ويكنّى بأبي جعفر ، ويظهر من بعض الأخبار أنه كان يُكنّى بذلك في صغر سنّه ، ويؤيده ما رُوي عنه من : «إنّا لنُكنّي أولادنا في صغرهم مخافة النّبز أن يُلحق بهم» (٣).
__________________
(١) المؤلف رحمهالله نقل الحديث باختصار وتصرف يسير ، ورد تمامه في : روضة الواعظين : ٢٠٢ ، کشف الغُمَّة ٢ : ٣٣٥ ، مناقب الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام للكوفي ٢ : ٢٧٥ ح ٧٤٣ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢٢٥ ـ ٢٢٩.
(٢) عمدة الطالب : ١٩٦ ، والحديث كما في المصدر عن الإمام الصادق عليهالسلام ، وليس عن أبيه عليهالسلام ، فلاحظ.
(٣) الكافي ٦ : ٢٠ ح ١١ ، وأمّا كنيته عليهالسلام من الصغر ، تظهر لنا من أحاديث لقائه بالصحابي جابر الأنصاري رضياللهعنه.