الحديث السابع والعشرون
من تعلم العلم وعمل به
[٩٤] ـ قال رحمهالله : عنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «من تعلَّم العلم ، وعمل به ، وعلّم لله ، دُعي في ملكوت السموات عظيماً ، فقيل : تعلّمَ لله ، وعَمِلَ لله ، وعلَمَ لله» (١).
أقول : مرجع الضمير كما تقدّم ، وقد تقدّم شرح كلّ واحد من رجال السند ، فالكلام في شرح المتن :
[أ] ـ الدعاء هنا بمعنى : التسمية ـ أي سُمِّي عظيماً ـ قال في (النهاية) : (دعوته زيداً إذا سمَّيته) (٢).
[ب] ـ والمراد بملكوت السماء ملكها ، والفاء في (فقيل) للتفصيل والتفسير مثل قوله تعالى : وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ (٣) ، وبقية فقرات الحديث واضحة لا تحتاج إلى بيان.
[في فضيلة الفقه ومنزلته]
[٩٥] ـ قال رحمهالله : «فصل : ولمّا ثبت أنَّ كمال العلم إنَّما هو بالعمل ، تبيّن أنه ليس في العلوم ـ بعد المعرفة ـ أشرف من علم الفقه ؛ لأن مدخليته في العمل أقوى ممَّا سواه ؛ إذ به تعرف أوامر الله فتُمتثل، ونواهيه فتُجتنب ؛ ولأنَّ معلوماته ـ أعني :
__________________
(١) معالم الدين : ٢ ، الكافي ١ : ٣٥ ح ٦.
(٢) النهاية في غريب الحديث ٢ : ١٢١.
(٣) سورة هود : من آية ٤٥.