عدم وجود من يعبد الله على وجهها ، فجعلها الله مدفن أوليائه) (١).
فأول مدفن بُني في تلك الأرض المقدَّسة سناباد ، بناها اسکندر ذو القرنين صاحب السدّ ، وكانت دائرة إلى زمان بناء طوس.
قال في معجم البلدان : (طوس مدينة بخراسان ، بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، وتشتمل على مدينتين : يقال لإحداهما الطابران ، وللأُخرى نوقان. ولهما أكثر من ألف قرية ، فتحت في أيام عثمان ، وبها قبر علي بن موسی الرضا ، وبها أيضاً قبر هارون الرشيد.
وقال مسعر بن المهلهل : وطوس أربع مدن : منها اثنتان كبيرتان ، واثنتان صغيرتان ، وبهما آثار أبنية إسلامية جليلة ، وبها دار حميد بن قحطبة ، ومساحتها ميل في مثله ، وفي بعض بساتينها قبر علي بن موسى الرضا عليهالسلام وقبر الرشید) ، انتهى (٢).
وكان حميد بن قحطبة والياً على طوس من قبل هارون ، فبنى في سناباد بنياناً ومحلاً لنفسه ، متی خرج إلى الصيد نزل فيه ، وحميد هذا هو الَّذي قتل في ليلة واحدة ستين سيِّداً من ذرِّية الرسول بأمر من هارون الرشيد ، كما هو في العيون (٣).
قال ابن عساكر في تاريخه : (حميد بن قحطبة ، واسمه زياد بن شبيب بن خالد بن معدان الطائي ، أحد قوّاد بني العبَّاس ، شهد حصار دمشق ، وكان نازلاً علی باب توما ، ويقال على باب الفراديس ، وولي الجزيرة للمنصور ، ثُمَّ ولي خراسان في خلافة المنصور ، وأقرّه المهدي عليها حَتَّى مات ، واستخلف ابنه عبد الله ، وولي مصر
__________________
(١) الوافي ١٤ : ١٥٩٨ بيان ١٤٦٦٩ / ٤ باختلاف يسير.
(٢) معجم البلدان ٤ : ٤٩.
(٣) عیون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٠٠ ح ١.