في خلافة المنصور في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائة ، سنة كاملة ، ثُمَّ صُرف عنها ، وكانت وفاة المترجم سنة تسع وخمسين ومائة) ، انتهى (١).
وأمّا أصل بناء القُبَّة المنورة ، فالظاهر أنها كانت في حياته عليهالسلام مشهورة بالبقعة الهارونية ، كما هو مروي في العيون من أنه : دخل دار حمید بن قحطبة الطائي ، ودخل القُبَّة التي فيها قبر هارون الرشيد (٢).
وأيضاً عن الحسن بن الجهم ، قال : (حضرت مجلس المأمون يوماً ، وعنده علي بن موسی الرضا عليهالسلام، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام ـ وذكر أسئلة القوم ، وسؤال المأمون عنه عليهالسلام وجواباته ، وساق الكلام ـ إلى أن قال : فلمَّا قام الرضا عليهالسلام تبعته ، فانصرف إلى منزله ، فدخلت عليه ، وقلت له : يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، الحمد لله الَّذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك ، وقبوله لقولك.
فقال عليهالسلام : يا بن الجهم ، لا يغرنّك ما ألفيته عليه من إكرامي ، والاستماع منّي ، فإنه سيقتلني بالسمّ وهو ظالم لي ، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاکتم عليّ هذا ما دُمْتُ حيّاً.
قال الحسن بن الجهم : فما حدّثت أحداً بهذا الحديث إلى أن مضى الرضا عليهالسلام بطوس مقتولاً بالسمّ [ودُفن في دار حمید بن قحطبة الطائي في القُبَّة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه] (٣)) (٤).
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ١٥ : ٢٨٩ رقم ١٨٠٧.
(٢) عیون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٤٧ ح ١.
(٣) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢١٦ ح ١.