وبالجملة ، فالظاهر أن سناباد كانت بلدة صغيرة بطوس ، وكانت لحميد بن قحطبة فيها دارٌ وبستانٌ ، ولمّا مات هارون الرشيد في طوس دُفن في بيت حمید ، ثُمَّ بنى المأمون قُبَّة على تربة أبيه ، ولمّا توفي (١) الإمام عليهالسلام دُفن بجنب هارون في تلك القُبَّة التي بناها المأمون ، فلا وجه لما هو الشائع على الألسن أن قبَّته المباركة من بناء ذي القرنين.
ولعلَّ وجه الشبهة أنّ (مرو شاه جان) الَّذي هو من أعظم بلاد خراسان ، هو من بناء ذي القرنين كما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان ، وكان فيها سریر سلطنته ، ومن حسن هوائه كان يسمّيه بروح الملك ، بكسر اللام ، وباعتبار تقديم المضاف إليه اشتهر بشاه جان (٢).
وفيه أيضاً : (وقد رُوي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا بريدة إنه سيُبعث من بعدي بعوث ، فإذا بُعثت ، فکن في بعث المشرق ، ثُمَّ كن في بعث خراسان ، ثُمَّ كن في بعث أرض يقال لها مرو ، إذا أتيتها فانزل مدينتها ؛ فإنَّه بناها ذو القرنين ، وصلّى فيها عزير ، أنهارها تجري بالبركة ، على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة) (٣).
وقال بعض : هي خير بقاع الأرض من بعد الجنات الأربع التي هي : سعد سمرقند ، ونهر أبلة ، وشعب بوّان ، وغوطة دمشق ، من حيث طيب الفواكه والغلّة ، وجمال النساء والرجال ، والخيل الجياد التي توجد فيها ، وسائر الحيوانات.
__________________
(١) كذا وكان الأجدر أن يقول رحمهالله : (قتل) أو (استشهد) فهي من سهو القلم.
(٢) معجم البلدان ٥ : ١١٣ ، وفي ٤ : ٤٩ منه ذكر وصف قصر ضمن مادة (ط. و. س) دون ذكر شاهجان.
(٣) معجم البلدان ٥ : ١١٣.