كانت مرو دار الإمارة للملوك من آل طاهر ، ومن المحتمل أنَّ إسکندر حيث كان من المقرَّبين عند الله ، اُلهم من عالم الغيب أنه يُدفن في هذه البقعة من الأرض أحد الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين ، فبنى هذه البلدة ، وسمَّاها سناباد كما رواه الصدوق رحمهالله في إكمال الدين ، وفيه : يقتله عفریت متكبِّر ، ويُدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ، ويُدفن إلى جنب شرّ خلق الله (١).
ولنعم ما قاله دعبل الخزاعي رضياللهعنه :
أربع بطوسٍ على قبرِ الزَّكيِّ إذا |
|
ما كُنتَ تَرفَعُ من دینٍ على فطَرِ |
قبرانِ في طوس : خيرُ الناسِ كلَّهمُ |
|
وقبرُ شرِّهُمُ، هذا مِن العِبَرِ |
ما ينفعُ الرجسَ من قبرِ الزكيّ وما |
|
على الزكيِّ بِقُربِ الرجسِ من ضَرَرِ |
هيهاتَ كلُّ امرئٍ رهنٌ بِما كَسَبَتْ |
|
بهِ يداهُ فَخُذْ ما شِئْتَ او فَذَرِ |
وعليه ، فإن إسكندر لم يبنِ القُبَّة ، بل إنَّما هو المُمَصّر لتلك البلدة (٢).
وفي الخرائج : (رُوي عن الحسن بن عبَّاد ـ وكان كاتب الرضا عليهالسلام ـ قال : دخلت عليه ، وقد عزم المأمون بالمسير إلى بغداد ، فقال : يا بن عبَّاد ما ندخل العراق ولا نراه ، فبكيت وقلت : آيستني أن آتي أهلي وولدي. قال عليهالسلام : أمّا أنت فستدخلها ، وإنَّما عنيت نفسي. فاعتلَّ وتوفّي في قرية من قرى طوس
__________________
(١) کمال الدين : ٣١٠ ضمن خبر اللوح.
(٢) ديوان دعبل الخزاعي : ١٠٦ ، معجم البلدان ٤ : ٥٠ ، ورواية الديوان :
أربع بطوس على قبر الزكي بها |
|
إن كنت تربعُ من دين على وطر |
قبران في طوس : خير الناس كلّهم |
|
وقبر شرّهم ، هذا من العبر |
ما ينفع الرجس من قرب الزكي ولا |
|
على الزكي بقرب الرجس من ضرر |
هيهات كلّ امرئ رهن بما كسبت |
|
له يداه ، فخذ ما شئت أو فذر |