وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٩) مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠) هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١) اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ
____________________________________
[١٠] (وَإِذا عَلِمَ) ذلك الأفّاك (مِنْ آياتِنا) أي أدلتنا وحججنا الدالة على وجودنا وسائر صفاتنا (شَيْئاً) أي بعضا (اتَّخَذَها هُزُواً) أي يستهزئ بها ، كأن الآية آلة سخرية له (أُولئِكَ) الذين تلك صفاتهم (لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) يهينهم ويذلهم بالإضافة إلى الألم الذي فيه.
[١١] (مِنْ وَرائِهِمْ) أي عقب هؤلاء ، في الآخرة (جَهَنَّمُ) التي هي مقرهم (وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً) أي لا يدفع عنهم من عذاب الله ، ككسبهم للأموال والأولاد والجاه ، شيئا ، بأن يخفف عنهم بعض العذاب (وَلا) يغني عنهم (مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) أي لا يدفع عنهم بعض العذاب آلهتهم (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) في النار.
[١٢] (هذا) القرآن الذي أنزلناه ، والآيات التي أوضحناها (هُدىً) يهدي إلى الحق وصراط مستقيم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) أي أدلته التي أقامها على توحيده وسائر صفاته ، بعد مجيء الهداية (لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ) وهو أشد العذاب أي من هذا القسم منه (أَلِيمٌ) مؤلم موجع.
[١٣] ثم أخذ السياق في وصف بعض آيات الله سبحانه (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) أي ذلّله لكم ليصلح لركوبكم عليه (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ) أي