تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨)
____________________________________
[٧] (تِلْكَ) التي تقدمت (آياتُ اللهِ) أي دلالاته التي نصبها برهانا على وجوده وسائر صفاته (نَتْلُوها) أي نقرأها ، والمراد الإيحاء بها ، وتلاوة الملك للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَلَيْكَ) يا رسول الله (بِالْحَقِ) فليس ذلك بالباطل (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ) حديث (اللهِ) الذي هو القرآن (وَآياتِهِ) الدالة على وجوده وسائر صفاته (يُؤْمِنُونَ)؟ أي أنهم إن لم يؤمنوا بآيات الله الكونية والشرعية ، فبماذا يؤمنون؟ والمعنى أنه ليس شيء بهذا الوضوح والجلاء ، فإن كان الإنسان يؤمن بشيء ، كان اللازم أن يؤمن بالله وآياته.
[٨] (وَيْلٌ) كلمة تقال عند إرادة بيان سوء الحال (لِكُلِّ أَفَّاكٍ) صيغة مبالغة ، بمعنى كثير الإفك أي الكذب (أَثِيمٍ) أي كثير العصيان ، وهو الذي يكذب بكل شيء مما جاء به الرسول والقرآن.
[٩] ثم يبين المراد من الأفاك الأثيم بقوله تعالى (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ) أي آيات القرآن (تُتْلى عَلَيْهِ) وتقرأ عنده بقصد هدايته وإرشاده (ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً) أي يقيم على كفره وتكبره عن الحق ، والإتيان ب «ثم» لبيان استبعاد الإصرار بعد سماع الآيات فقد كان الكبر بعيدا بعد تلاوة الآيات (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) أي لم يسمع الآيات إذ لم يقبلها وبقي على ما كان سابقا (فَبَشِّرْهُ) يا رسول الله (بِعَذابٍ أَلِيمٍ) مؤلم موجع ، والإتيان بلفظ البشرى للاستهزاء.