لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥)
____________________________________
(لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) أي يريدون العلم واليقين ، فإن الفعل يستعمل بمعنى الإرادة ، كما أن الإرادة تستعمل بمعنى الفعل ، وخصت الآيات بهم ، لأنهم هم المنتفعون بها ، وإنما قال في الموضعين «آيات» مما ظاهره وجود بعض الآيات ، مع أن كل شيء آية ، لأن المراد آيات عظام ، ومن المعلوم أن العظام من الآيات بعضها.
[٦] (وَ) في (اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) بمجيء أحدهما مكان الآخر على نظام واحد بدون خلل واختلاف (وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ) إما المراد مطلق الأرزاق وكونها من السماء ، لأن تقديرها يكون هناك ، أو المراد المطر الذي هو سبب الإنبات ، ومنه يأتي الرزق ، وهذا هو الأقرب بالنسبة إلى ما يأتي ـ وإن أمكن الاستخدام ـ وتسمية الماء رزقا بعلاقة السبب والمسبب ، مثل قوله :
إذا نزل السماء بأرض قوم |
|
رعيناه وإن كانوا غضابا |
(فَأَحْيا بِهِ) أي سبب ذلك الرزق الذي هو الماء (الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) جمودها واغبرارها ، لا حراك فيها ولا نشاط (وَ) في (تَصْرِيفِ الرِّياحِ) بصرفها من هنا إلى هناك ، شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا (آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أي دلالات لأهل العقل ، أما غيرهم فإنهم يعملون عقولهم حتى يدركوا هذه الآيات الدالة على وجود الله وقدرته وسائر صفاته.