حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ
____________________________________
[٢] (حم) «حاء» و «ميم» وأشباههما من سائر حروف الهجاء هو مادة القرآن التي يتركب منها ، وهي مادة لإلفاتكم معاشر العرب ، فعدم إمكانكم الإتيان بمثله دليل قاطع على أنه تنزيل الله سبحانه ، أو رمز بين الله والرسول ، أو غيرهما من الأقوال.
[٣] (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ) أي أن إنزال هذا الكتاب وهو القرآن إنما هو من الله لا من غيره ، كما كان المشركون يفترون بنسبة القرآن إلى الرسول أو بعض الأعجميين ، أو الشيطان ـ حيث يقولون أنه كهانة ـ (الْعَزِيزِ) في سلطانه فهو قادر على ما يشاء (الْحَكِيمِ) يفعل الأشياء على وفق الصلاح فأنزل القرآن على طبق الصلاح والحكمة.
[٤] (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ) دالة على وجود الله وسائر صفاته (لِلْمُؤْمِنِينَ) الذين يؤمنون بالله وإنما خصهم مع أن الآيات أعم ، لأنهم هم المنتفعون بها ، وأما غيرهم فهم معرضون ، كما قال سبحانه (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١).
[٥] (وَفِي خَلْقِكُمْ) أيها البشر (وَما يَبُثُ) الله أي ينشر (مِنْ دابَّةٍ) بيان «ما» وهي كل حيوان ، وإن كان الأصل فيها خاصا ، بما يدبّ على وجه الأرض (آياتٌ) أي دلالات دالة على وجود الله وعلمه وقدرته
__________________
(١) يوسف : ١٠٦.