لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥) وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ
____________________________________
ولذا ينقل عن «غاندي» محرر الهند قوله «تعلمت من الحسين عليهالسلام أن أكون مظلوما لأنتصر» ، والحاصل يتركوا مجازاتهم ليتولى الله ذلك عنهم (لِيَجْزِيَ) الله (قَوْماً) أي الكفار (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) فمعنى الغفران إيكال الجزاء إليه سبحانه كما يقول الحاكم للمظلوم اترك عقاب ظالمك لأجازيه أنا.
[١٦] ثم يبين سبحانه أن كل عامل يجزى بما عمل فالمؤمنون يجزون جزاء إيمانهم والكافرون يجزون جزاء كفرهم (مَنْ عَمِلَ صالِحاً) المراد به كل عمل صالح (فَلِنَفْسِهِ) إذ فائدته ترجع نحوه (وَمَنْ أَساءَ) بأن عمل السيئ (فَعَلَيْها) أي فضرر ذلك على نفسه (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) بعد الجزاء في الدنيا ، هناك جزاء آخر في الآخرة ، عند رجوع الناس إلى حساب الله وجزائه.
[١٧] ثم يأتي السياق لبيان أنه كيف يجزي من كفر بالنعمة في الدنيا ، وأنه كيف يسلب عن الظالم النعمة لتعطى غيره مع بيان أن القيادة الإلهية انتقلت من بني إسرائيل إلى المسلمين ، ليقودها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حسب شرعة السماء (وَلَقَدْ آتَيْنا) أي أعطينا (بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) وهو التوراة ، (وَالْحُكْمَ) أي الحكومة فإن منصب الحكومة والسلطة على الناس خاص بالله سبحانه ، ومن بعده لأنبيائه والأئمة حسب ما قرره تعالى ، ومن بعدهم لنوابهم ووكلائهم (وَالنُّبُوَّةَ) فكان فيهم الملوك والأنبياء (وَرَزَقْناهُمْ