وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٣) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ
____________________________________
[٣٤] (وَ) هناك (بَدا) أي ظهر (لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) أي الجزاء الذي رتب على أعمالهم (وَحاقَ) أي حلّ وأحاط (بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) من العذاب ، فإنهم إذا هددوا بالعذاب في دار الدنيا ، استهزءوا به ، وهناك يحل ذلك بهم.
[٣٥] (وَقِيلَ) لهم (الْيَوْمَ نَنْساكُمْ) أي نترككم هملا كالمنسي ، تلاقون العقاب والعذاب (كَما نَسِيتُمْ) وتركتم العمل (لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) فكما تركتم الاستعداد لهذا اليوم نترككم في العذاب ، والإتيان بلفظ نسي لأن المهمل إذا طال أمد إهماله صار نسيا منسيا ، فالمعنى نترككم إلى أن تكونوا منسيين (وَمَأْواكُمُ) أي محلكم ومنزلكم (النَّارُ) فكما أحرقوا أعمارهم وطاقاتهم في الدنيا سوف يحرقون بالنار في الآخرة ، فإن النيران المعنوية صارت نيران مادية (وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) يخلصونكم من النار ، فكما لم ينفعهم في الدنيا الذين كانوا يريدون خلاصهم من نيران عقائدهم وأعمالهم ، كذلك لا ينفعهم هناك أي ناصر لأن الآخرة تبع للدنيا ، وهي ثمرة للأعمال في الدنيا ، فكما أن بذرة التفاح تعطي التفاح ، وبذرة الحنظل تعطي الحنظل ، كذلك العقائد والأعمال والصفات في الدنيا تعطي ثمرها في الآخرة.
[٣٦] أما أنهم كيف سلكوا في الدنيا هذا المسلك الذي أدّى بهم في الآخرة إلى النار ف (ذلِكُمْ) ذلك المسلك الدنيوي ، إنما كان أيها الكفار المخاطبون ـ فإن «كم» خطاب ـ بسبب (أنكم اتَّخَذْتُمْ آياتِ