اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥)
____________________________________
اللهِ) الآيات البشرية ، كالأنبياء والأئمة والمرشدين ، والآيات العقائدية ، كالعقيدة بأصول الدين ، والآيات الاحكامية ، كأحكام الإسلام ، فإنها كلها آيات ، وعلامات الله ، علامات تكوينية ، وعلامات تشريعية.
(هُزُواً) آلة استهزاء ، فكنتم تضحكون على أولياء الله ، وعلى أحكامه ، كما هو شأن الإنسان الجاهل والمتجاهل ، وبذلك لم يرضخوا لأنبيائه وأوليائه سبحانه ، ولا لأحكامه تعالى (وَغَرَّتْكُمُ) خدعتكم (الْحَياةُ الدُّنْيا) القريبة فحسبتم أن لا حياة سواها ، ولذا انسقتم مع الأهواء والمشتهيات التي أضرتكم ، نتيجة عنادكم للحق (فَالْيَوْمَ) في الآخرة ، فإن اليوم يطلق على النهار وحده ، وعلى النهار والليل ، وعلى القطعة من الزمان ولو كانت طويلة جدا ، ولذا يقال : الدهر يومان يوم لك ويوم عليك (لا يُخْرَجُونَ مِنْها) لا مخرج لهم ، لبيان أنهم لا يقدرون بأنفسهم على الخروج ، فالخروج إن كان فهو بواسطة الغير ، ولا غير يخرجهم (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) لا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم أي يرضوه ، بالاستغفار والعمل الصالح ، لأن الوقت قد فات ، فإن وقت إرضاء الله هو دار الدنيا ، وسبب أن الآخرة ليست محل الإرضاء : أن العقائد والأعمال في الدنيا أحالت الإنسان إلى قطعة خبث ، كما تستحال البيضة إلى فرخ ، فكما لا يمكن إرجاع الفرخ بيضة ، كذلك لا يمكن إرجاع ما استحال خبيثا إلى الحالة الدنيوية التي يمكن بها أن يعمل صالحا ويعتقد صحيحا ، فإن في الدنيا